اهتزت مدينة قصر البخاري، بولاية المدية، على وقع احتجاجات قام بها العديد من الشباب في حدود الخامسة مساء من نهار أول أمس بعد انتهاء مباراة في كرة القدم بين الفريق المحلي وفريق نادي بوفاريك، حيث قاموا بقطع الطريق وتحطيم سيارتين لمصالح الأمن وحاولوا اقتحام مقري الدائرة والبلدية، وقد وجدت مصالح الأمن صعوبة في تفريق المتظاهرين الذين عبروا عن استيائهم من الأوضاع الإجتماعية و"الحڤرة " التي يعيشونها إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس. وعلمت "النهار "، أن مصالح الأمن أوقفت حوالي 20 شخصا من بين المتسببين في اندلاع أعمال الشغب، التي بدأت مباشرة بعد نهاية المبارة التي جمعت بين أولمبي المدية وفريق بوفاريك وانتهت بهدف لصفر لصالح الفريق المحلي، وفاجأ هؤلاء الشباب عناصر الشرطة بتحطيم عربتين ورشق مقر المحكمة بالحجارة وتكسير جهاز الحاسوب الآلي لمركز البريد بالشارع الرئيسي محمد خميستي، ولم تسلم حتى المؤسسات التربوية من هذه الأحداث. وحاول المحتجون اقتحام مقري البلدية والدائرة، لكن انتشار قوات الأمن حالت دون ذلك، الأمر الذي أدى إلى إصابة شرطي وعون أمن بجروح خفيفة، وقد استعمل المتظاهرون جدوع الأشجار والحجارة لغلق الطريق الرئيسي الذي بقي مشلولا لعدة ساعات قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب باستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. ولم يكد ينفع تدخل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين مع توسع دائرة الاحتجاجات وارتفاع أعداد الشباب المتظاهر إلى أن تدخل رئيس البلدية تحت الضغط ووعدهم بحل مشاكلهم، وطالب العديد من الشباب من السلطات المحلية بفتح تحقيقات حول الأحداث التي توالت بالمنطقة بسبب انتشار المخدرات والجرائم التي يقف وراءها بارونات وأصحاب نفوذ. وأكد بعض المتظاهرين الشباب الذين اقتربت منهم "النهار"، أن الأعمال الإحتجاجية التي قاموا بها جاءت تعبيرا عن استيائهم من الأوضاع الإجتماعية، وقال أحدهم "إن قطعنا للطريق هو طريقة لفت انتباه المسؤولين والتنديد "بالحڤرة" والمشاكل التي نعيشها جراء انتشار الجرائم والمخدرات. وتجدر الإشارة، إلى أن قرار والي ولاية المدية في ال 20 من أفريل المنصرم القاضي بتسخير قوات الأمن لتحويل التجار الفوضويين إلى مناطق أخرى كان سببا آخر في تغذية الأحداث، التي أسفرت عن بعض الجرحى وتوقيف 20 شخصا من بينهم قصّر وظلت متواصلة إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس.