تجددت أمس أحداث الشغب بحي سيدي سالم الشعبي في بلدية البوني بعنابة، للمطالبة بإطلاق سراح 20 موقوفا تم اعتقالهم أول أمس خلال الاحتجاجات العنيفة التي أشعلها سكان ''المحتشدات''، بغلق الطريق الوطني رقم 44 المؤدي إلى مطار رابح بيطاط الدولي وولاية الطارف. وقد اضطرت قوات مكافحة الشغب التابعة لسلكي الشرطة والدرك الوطني إلى الاستنجاد بوحدات إضافية يوم أمس لتشديد الإجراءات الأمنية على شبكة الطرقات وتعزيز تواجدها أمام الهيئات والمؤسسات العمومية، تفاديا لحرقها أو تخريبها من قبل المتظاهرين. وقد نظم أهالي المعتقلين أمس، اعتصاما أمام مقر الأمن الوطني بالحي للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، غير أن أعوان من الشرطة أقدموا على تفريقهم بطريقة سلمية دون حدوث مناوشات، قبل أن ينقل مجموعة من الشباب غضبهم إلى الطريق الوطني رقم 44 مجددا، متسببين في شل حركة المرور الكثيفة على هذا المحور، لكن التدخل السريع لوحدات مكافحة الشغب حال دون أن يستمر هذا الاضطراب طويلا، لتندلع بعدها مواجهات جديدة انتهت بإصابة عوني أمن بجروح وحروق إثر رميهما من طرف المحتجين بقارورات زجاجية حارقة. فيما تكفلت فرقة أمنية بملاحقة المتظاهرين في الشوارع وأوقفت ثلاثة شبان سرعان ما أطلق سراحهم. وذكر مصدر أمني مسؤول ل''البلاد''، أن ''إجراءات التحقيق مع الموقوفين لا تزال متواصلة إلى غاية مساء أمس، حيث تم تحرير محاضر سماع لهؤلاء الشبان قبل تقديمهم صبيحة اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الابتدائية للنظر في مصيرهم''. وإلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس بقيت حالة الطوارئ معلنة بسيدي سالم تحسبا لأي انزلاق محتمل. ويرفع سكان المحتشدات (لاصاص سابقا) بسيدي سالم مطلب ترحيلهم الفوري للسكنات الاجتماعية المنجزة أمام القطب الجامعي بالبوني والبالغ عددها قرابة 1000 وحدة، سيتم توزيعها قريبا على طالبي السكن ببلدية عنابة، في إطار البرنامج الاستعجالي للقضاء على السكنات الهشة والمهددة بالانهيار.