انتفض مرّة أخرى سكان الشاليهات ببوروبة بالعاصمة تنديدا بالأوضاع الحرجة والظروف الإجتماعية القاسية داخل "الحاويات" التي لم تعد توفّر لهم أدنى مقاييس العيش الكريم، وراحوا يطالبون بتجسيد وعود رئيس الجمهورية ووالي العاصمة بالترحيل إلى سكنات اجتماعية تعوض بناياتهم التي حطّمها زلزال 21 ماي 2003. * قام النازلون بموقع الشاليهات بحي بوبصيلة ببوروبة بقطع الطريق الولائي رقم 38 الرابط بين الحراش وبوروبة صبيحة أمس وشلّوا حركة المرور إلى غاية تدخل مصالح الشرطة التي امتصت غضب هؤلاء وقد انتهى الاحتجاج الذي دام ساعتين بعد عقد جلسة حوار مع الوالي المنتدب للحراش. * وكانت الحركة الإحتجاجية قد بدأت برفع شعارات منددة بالمعاناة والتهميش أهم ما دُوّن عليها" خمس سنوات في حاويات لا تصلح للحياة"، "منكوبون مظلومون منسيون منذ زلزال 2003 أين وعودك سيدي رئيس الجمهورية" وغيرها من الشعارات التي تم إلصاقها على الشاليهات. * غضب شعبي عكسته حالة الشاليهات التي بلغت درجة كبيرة من الإهتراء والتصدع وأكثر من ذلك فقد أضحت ملاذا للثعابين والجرذان وكل أنواع الحشرات، ناهيك عن الروائح الكريهة المنتشرة في أرجاء الشاليهات والناتجة عن تسرب المياه القذرة منها. وصرّحوا ل "الشروق اليومي" لم نعد في مأمن داخل هذه الحاويات الخطر محدق بنا من كل جهة أولادنا كلهم مرضى بالربو والحساسية بسب الرطوبة". * وما زاد من حفيظة السكان أن والي العاصمةكان قد صرّح في الكثير من المناسبات بأن كل منكوبي زلزال 2003 قد تم ترحيلهم في حين أن أغلب من تحدثنا إليهم يملكون وثائق ووشهادات ممضاة من قبل رئيسي بلديتي بوروبة وباش جراح تثبت أن السكنات التي رُحلوا منها صُنفت سكناتهم الموزعة على أحياء باش جراح وبوروبة في الخانة الحمراء. وقد تم إيوائهم بمراكز العبور في خيم لمدة 6 اشهر وفي نوفمبر 2003 قبل أن يوجهوا للشالهيات ثم رُحلت منهم 23 عائلة إلى بن طلحة في 2005، وبحي القرية السوداء استفادت 10 عائلات من سكنات اجتماعية فيما حُولت 77 عائلة على الشاليهات، أما بحي جنان مبروك فقد رُحلت 8 عائلات ومازالت 16 عائلة في موقع البيوت الجاهزة، وكانوا قد وعدوا بأن مكوثهم بالشاليهات سوف لن يتعدى 18 شهرا. * وتنقل الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش إلى مكان الاحتجاج ثم اجتمع بممثلي العائلات، وخلال اللقاء الذي حضرته الشروق عاتب الوالي المحتجين على انتهاج أسلوب غلق الطريق، فأبواب الدائرة، كما قال، مفتوحة دائما وكان يفضل لو تم الاتصال به وإجراء حوار بالأساليب الحضارية والودية. وعن المشكل الأساسي المتعلق بترحيلهم ذكر ذات المسؤول أن الوصاية قد قررت منذ فترة طي ملف الشاليهات في العاصمة بصفة نهائية بترحيل قاطنيها إلى سكنات لائقة وأن العملية التي سيشرع فيها قريبا ستنتهي بعد أشهر من الآن ويتم التحضير كي تجري في ظروف حسنة. ومباشرة بعد الاجتماع تم إنهاء الاحتجاج وفتح الطريق وعادت الأمور إلى طبيعتها في المركز.