أبو جرة سلطاني زكى مجلس شورى حركة حمس المنتخب من طرف المؤتمر أخيرا، رئيس الحركة أبوجرة سلطاني لخلافة نفسه كمرشح وحيد، وأفرز المؤتمر سيطرة مطلقة لجناح أبوجرة على باقي الهيئات القيادية، ومنها مناصب نواب الرئيس ورئيس مجلس الشورى بعد أن فضل خصومه الانسحاب كلية من اللعبة الانتخابية والاكتفاء بدور المراقب من داخل مجلس الشورى في السنوات الخمس القادمة. سيطر أبوجرة سلطاني على كل المؤسسات القيادية الكبرى في الحزب، منهيا لصالحه شهورا طويلة من الصراع المرير مع خصومه في هيئة المؤسسين ومجلس الشورى السابق بقيادة عبد المجيد مناصرة، الذين فضلوا الركون إلى مقاعدهم التقليدية المحفوظة تلقائيا بحكم الصفة في مجلس الشورى للعب دور المراقب خلال السنوات الخمس القادمة. وكان طرفا الصراع قد توصلا مساء أمس، بصعوبة إلى اتفاق تسوية نهائي ينص على التزام فريق أبوجرة بترك صلاحية انتخاب الرئيس لمجلس الشورى الجديد وليس المؤتمر، كما كان يريد، على أن يلتزم الطرف الثاني بعدم تقديم أي مرشح منافس له، وتمت صياغة الاتفاق في وثيقة حملت توقيع الطرفين وصادق عليها المؤتمر الذي تمكن أخيرا من استئناف أشغاله بعد ان عرف انسدادا جديدا علق أشغاله للمرة الثالثة إثر انسحاب أعضاء مكتب المؤتمر الثلاثة الموالون لمناصرة وتبعهم لاحقا رئيس المكتب المتوافق عليه، وقرر جناح مناصرة الانسحاب التام من جميع أشكال العملية الانتخابية الخاصة بالمناصب القيادية، مكتفيا بشرط وحيد هو ان يقبل أبوجرة بانتخابه من مجلس الشورى، وفي ذلك رسالة هامة أرادت من خلالها الرموز القيادية التاريخية، الموالية في معظمها لمناصرة، أن تحفظ لمجلس الشورى أهم صلاحياته الموروثة من عهد الراحل نحناح، في انتظار جولة جديدة العام 2013، وبمجرد تحرير الاتفاق باشر المؤتمر أشغاله التي خصص الجزء الأهم منها لانتخاب مجلس شورى جديد تولى من جهته تزكية أبوجرة كمرشح وحيد لخلافة نفسه، حيث كان منافسه عبد المجيد مناصرة قد أعلن نهائيا وعلنيا قبلها بساعات انسحابه للسماح بتفكيك الأزمة، واختار أبوجرة أيضا، الفريق القيادي الذي يعمل على جانبه ومنح منصبي نائبي رئيس الحركة لعبد الرزاق مقري، أشد وأقوى أنصاره، وحمو مغارية، رئيس مجلس الشورى المنقضية عهدته، هذا المنصب الأخير عاد لأحد أنصار أبوجرة أيضا، نائبه الأول ومنافسه في مؤتمر 2003 عبد الرحمان سعيدي، وفي انتظار الدورة القادمة لمجلس الشورى التي ستفرز مكتبا وطنيا جديدا يفصّله أبوجرة دائما، كما يريد، سيحفظ تاريخ حمس ذكريات المؤتمر الرابع الذي استهلك ثلاثة أرباع عمره، معلق الأشغال رهينة لصراع الكواليس، وتتوجه الأنظار إلى ما يخبئه صقور المؤسسين وقدماء القياديين من سيناريوهات للمستقبل.