تمكن "أبوجرة سلطاني" من الفوز بعهدة ثانية على رأس حركة مجتمع السلم، حيث أزاح من السباق منافسه "عبد المجيد مناصرة"، الذي فضل الانسحاب وعدم الترشح أمام "سلطاني"، الذي حسم الأمر بشأن تجديد الثقة في شخصه في اليوم الأول مباشرة عقب دخوله قاعة المؤتمر• اختتمت، أمس، أشغال المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم الذي جرت فعالياته بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف بالعاصمة، بتزكية "أبو جرة سلطاني" لعهدة ثانية على رأس الحركة، حيث وجد هذا الأخير نفسه المترشح الوحيد لهذا المنصب، بعد أن قرر "عبد المجيد مناصرة" الانسحاب حين تبين له أن حظوظ فوزه بالرئاسة ضئيلة، واضطر رئيس مكتب المؤتمر "أبو بكر قدودة" التهديد بالانسحاب في حالة عدم توصل أنصار المترشحين إلى إتفاق من شأنه تهدئة الأعصاب المتوترة للعديد من المندوبين، حيث تدخل شيوخ الحركة مرات عديدة لفك الصراعات التي كانت تنشب من حين لآخر، والتي كادت في بعض الأحيان أن تستعمل فيها الأيادي• وتميزت جلسة، أمس، بانتخاب أعضاء مجلس الشورى الوطني لرئيس الحركة "أبو جرة سلطاني" وعرض تزكيته على المؤتمر الذي حظي بثقة المندوبين، الذين جاء غالبيتهم من أجل هذا الغرض• وكان مكتب المؤتمر قد حاول، أول أمس، لعب دور الوسيط بين المتنافسين إلى غاية وصول الطرفين إلى إتفاق، بعد قرار "عبد المجيد مناصرة" الانسحاب، ويقضي الاتفاق باقتراح أنصار "مناصرة" ترشيح "أبو جرة سلطاني" في مجلس الشورى، وتأكيد أنصار "سلطاني" عرض هذا الترشح على المؤتمر للتزكية بحثا عن شرعية أكبر، لا سيما وأن هذا الأخير كان مدعوما بحوالي ألف مندوب• وقبل الوصول إلى هذا الاتفاق المكتوب والذي قرأه رئيس مكتب المؤتمر على المندوبين، حدثت بعض الفوضى، وهدهد " أبو بكر قدودة" بالانسحاب في حالة استمرار الطرفين في التعنت والصراع• وحين وصل وقت صلاة الجمعة، كانت الفرصة مناسبة " لمحمد صالح محجوبي"، الذي ألقى درسا وخطبتين، تمكنت من إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، فساهمت في تهدئة الأعصاب، ليتم بعدها إعلان "عبد المجيد مناصرة" عن انسحابه من الترشح، واعتذاره لمناصريه عن هذا القرار الذي أحدث زلزالا في القاعة، فتوجه "مناصرة" نحو منافسه "أبو جرة سلطاني" لمصافحته• لكن هذا لم يمنع أنصار "أبو جرة سلطاني" من الاستمرار في السيطرة على مجريات المؤتمر من خلال انتخاب أعضاء مجلس الشورى الوطني، الذي يعتبر غالبية أعضائه من أنصار الرئيس الجديد للحركة، في حين تمكن الموالون ل"عبد المجيد مناصرة" من السيطرة على بعض الولايات لا سيما المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة، بومرداس، وهران ••• ويبدو أن "أبو جرة سلطاني" خرج من هذا المؤتمر بقوة أكبر وصلاحيات أوسع، حيث أسقط جميع الأوراق واللوائح التي حيكت ضده، وفي مقدمتها المادة المتعلقة بالجمع بين وظيفة حزبية ووظيفة حكومية، واللجان المقترحة منها المتعلقة بالتعيينات في مناصب المسؤولية، كما أعطاه المؤتمر صلاحية اختيار نائبيه، وتشكيل مكتب وطني متجانس، مما سيسمح له باقتراح أسماء لا وجود فيها لأنصار "عبد المجيد مناصرة" ضمن القيادة الوطنية•