مع بداية العد التنازلي لمؤتمر حركة مجتمع السلم، تتجه الأنظار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هيئة المؤسسين في صياغة نتائج الصراع القائم ما بين أبوجرة وخصومه الذين سجلوا أهم نقطة ضده بعد سيطرتهم على اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الرابع، حيث شدد رئيس حركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني، الخميس، بالبليدة، على إعلان "حرصه على ربط الصلة بمؤسسي الحركة والاستمرار على نهجهم وبرنامجهم ومواصلة مشوارهم"، وهو الكلام الذي لم يتردد خصومه في ترجمته على أنه "محاولة لتفكيك الموقف الغالب داخل هيئة المؤسسين الرافض لتجديد رئاسته للحركة". ولم تستبعد عدة أوساط داخل حركة حمس، أن تخرج هيئة المؤسسين عن صمتها في "المستقبل القريب"، محاولة إيجاد حل وسط في الصراع الدائر بين أبوجرة وخصومه يقودهم نائبه عبد المجيد مناصرة، وقد يعقب ذلك الانتهاء من عقد الندوات البلدية خلال الأسبوع الجاري، تمهيدا لبداية أهم مرحلة في معركة المؤتمر الرابع المرتقب عقده نهاية شهر أفريل القادم، وهي انتخاب مندوبي المؤتمر من شتى الولايات. وتضم هيئة المؤسسين ما يقرب من 40 عضوا من قدماء قيادات المرحلة السرية ضمن ما كان يعرف بجماعة الإخوان المسلمين ثم جمعية الإصلاح والإرشاد لاحقا، وهي الحاضنات السرية الأولى التي تمخض عنها حزب الراحل محفوظ نحناح، وتصفها الوثائق الأساسية لحمس بأنها "هيئة استشارية وطنية تشكل لدى رئيس الحركة من إطارات الحركة الذين ساهموا في تأسيسها في مراحلها الأولى"، وهي بذلك لا تعدو أن تكون هيئة ذات طابع استشاري وتفتقد لثقل مؤسساتي واضح، رغم أن أغلب أعضائها يوجدون ضمن المجلس الشوري واثنان منهم في المكتب الوطني، لكن يعتقد انها تحظى بثقل معنوي هام لدى القواعد النضالية لحمس وتضم أسماء تاريخية من أمثال عضو مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي عبد الحميد مداود، وهو رئيس هيئة المؤسسين الذي تقدمه أطراف أخرى كمرشح ثالث بديل للوزير أبوجرة ومنافسه مناصرة، وقد لعب عبد الحميد مداود ورفاقه دورا بارزا في تطويق الأزمة الحادة التي كادت تعصف بحمس بعد وفاة الراحل نحناح وأفرزت صراعا محموما على خلافته، أنهاه المؤتمر الثالث العام 2003 بالتعادل، حيث منح رئاسة الحركة لسلطاني وفتح الباب في نفس الوقت لخصومه للتموقع بكثافة في المجلس الشوري وهيئة نواب الرئيس.