تعيش الحركة الثقافية والفنية بمدينة مستغانم على أعصابها منذ أعلنت السلطات المحلية بالولاية عن أجل 15 يوما لتنفيذ قرار هدم مسرح الموجة "عصمان فتحي" الواقع بقرب شاطئ "صالامندر"، 15 يوما تفصل أقدم صرح في مستغانم عن تاريخ اغتيال ذاكرته بما حملت على مر ثلاثين سنة. هذه العملية لاقت استنكارا واسعا من الفنانين والمبدعين الجزائريين ومن الطلبة الجامعيين خاصة أولئك الذين تعلقوا بالخشبة من بيت "الموجة". * * -على ركحه لفظ صيراط بومدين أنفاسه الأخيرة- * الاحتجاج حظي بتعاطف دولي أيضا -حسب مديره جيلالي بوجمعة- الذي أكد في تصريحه للشروق انه ومنذ الإعلان عن القرار ورسائل الاستنكار تتهافت من كل ولايات الوطن وحتى من خارجه. فقد راسله كل من فهد الحارثي وعبد العزيز الدعيسي وطلعت السماوي من السعودية وعلي عليان من الأردن ونضال ملوحي ونادية مفلاح من فرنسا والصحفية الناقدة علا ملص من سوريا، إضافة إلى أسماء ثقافية وفنية كثيرة من مختلف ولايات الجزائر انضم إليها طلبة الفنون الدرامية بجامعة وهران. * راسل أعضاء "جمعية الموجة" رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يناشدونه -حسب نسخة من الرسالة تلقتها الشروق- الحيلولة دون تنفيذ قرار الهدم في مسرح يعد من أقدم وأنشط المدارس في الفن الرابع بعاصمة مسرح الهواة "مستغانم"، فالصرح الثقافي -حسب نفس المصدر- منذ نشأته سنة 1978 على يد مديره جيلالي بوجمعة وهو يكوّن الأجيال ويعطيهم الفضاء اللازم لتفجير طاقاتهم، ويكفيه فخرا انه شهد ميلاد روائع ولد عبد الرحمن كاكي وتوفي على خشبته صيراط بومدين، بل واستطاع أن يصبح قبلة للأوروبيين والعرب، وتتجاوز سمعته الحدود الجغرافية في ممارسة الفعل المسرحي الجاد.