ح.م أكثر أسباب الطلاق والمشاكل الأسرية في الجزائر سببها عدم التوافق الجنسي بين الأزواج وانعدام الحوار، هذا ما كشف عنه مدير أول عيادة جزائرية لعلاج المشاكل الأسرية والإعداد للزواج بالجزائر السيد «ل. بوجناح»، مؤكدا أن ضعف الاتصال داخل الأسرة ساهم في انهيار العلاقات الزوجية وتفاقم المشاكل التي أدت إلى تدمير قرابة 50 ألف عائلة جزائرية خلال سنة جراء تفاقم حالات الطلاق التي كان يمكن تداركها بأساليب حوار واتصال بسيطة... * * 50 ألف عائلة دمرت خلال سنة بسبب انعدام الحوار * بيّّّّن مدير عيادة العافية بالحامة، أن معظم الأزواج الذين قصدوه كانوا على حافة الطلاق بسبب خلافات بسيطة جلها يتمحور حول الجانب الجنسي الذي عادة ما يكون سببا أساسيا في زرع التوتر والتنافر بين الزوجين لدرجة طلب الخلع أو الطلاق، فغياب الثقافة الجنسية الشرعية أدت إلى اختلاف المفاهيم وعدم التوافق فيما يريح كلا الزوجين في إطار الحلال. * وأضاف المتحدث، أن الأسرة الجزائرية تعاني من افتقار حاد في الأساليب السليمة للاتصال بين الزوجين وعدم فهم كلاهما الآخر مما جعل فتح مراكز علاجية يطرح فيها الأزواج مشاكلهم وانشغالاتهم أكثر من ضرورة لحماية الأسرة الجزائرية والحفاظ على الأبناء. * وأضاف السيد بوجناح، أن مركزه استقبل إطارات سامية في الدولة طرحوا مشاكلهم بكل تواضع وتلقائية وتبيّن أنهم يعانون من افتقار حاد في الحنان الزوجي، نظرا لطبيعة حياتهم التي تعتمد على كثرة المشاغل والبروتوكولات التي أضفت علاقة رسمية آلية بين الزوجين. * وخلال زيارتنا لعيادة العافية لاحظنا إقبالا مميزا للعرسان الجدد الذين لم يمض على زفافهم ثلاثة أشهر قصدوا الطبيب بهدف طرح بعض المشاكل التي صادفتهم في بداية حياتهم منها ما يتعلق بالجانب النفسي والجنسي وحتى المادي، كما أقبل على العيادة شباب في مرحلة الخطوبة جاءوا لتعلم بعض القواعد السليمة الخاصة بحياتهم القادمة وتنظيم الحمل وعوامل تنمية الحب بين الزوجين، وأكد بوجناح أنه استقبل أئمة مساجد وتحدث معهم حول العديد من المسائل التي تخص الحياة الزوجية بداية من مرحلة الخطوبة إلى يوم الزفاف والإنجاب. * وبيّن محدثنا أن هدفه الأساسي هو تحويل عيادته لمركز تكوين لمختصين في العلاقات الأسرية والإعداد للزواج قصد تغطية الطلبات المتزايدة حول هذا النوع من العلاج الذي يعوّل عليه في الحفاظ على الأسرة الجزائرية. * وتجدر الإشارة أن السيد بوجناح متحصل على شهادة دولة في إعادة التأهيل الوظيفي للحركات سنة 1975 واصل تكوينه في سويسرا متعمقا في العديد من التخصصات النفسية والوظيفية وعلاجه يعتمد على العلم الحديث الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية.