مؤسس الجماعة السلفية حسان حطاب دعا سهرة أول أمس المدعو حسن حطاب المكنى أبو حمزة مؤسس تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" مجددا أتباع "درودكال" الى تسليم أنفسهم و الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي يؤكد حطاب ضمنيا أنها لاتزال سارية المفعول. * * *أقول للمترددين في الجبال إن المجتمع مستعد لاحتضانكم من جديد * وحذر حطاب في تسجيل صوتي هو الأول من نوعه بثته القناة القطرية "الجزيرة" في نشرة المغرب العربي مساء أول أمس، الشباب من مخاطر الإنصات لفتاوى وتوجيهات من قال إنهم يشوهون سمعة العلماء المسلمين ويفتون بما لا يفقهون، ودعا الشباب الراغبين في الالتحاق مجددا بصفوف التنظيم الإرهابي الذين "يفكرون في حمل السلاح واستهداف مواطنيهم أو مؤسسات الدولة والمجتمع، مشيرا "أن ما تقومون به ليس له علاقة بالجهاد ويضر بالإسلام ويوسع الفتنة في الأمة الإسلامية (...) والالتحاق بمجتمعكم وأسركم، فالمجتمع مستعد لاحتضانكم، وتضميد الجراح، فالحق أحق أن يتبع، والحق واحد لا يتعدد، والحق ضالة المؤمن أين وجده تبعه". * وشدد "حسان حطاب" على أن الجرائم والاعتداءات التي ينفذها اليوم التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" تخدم أعداء الإسلام، وتبرأ حطاب مجددا من صلة هذه العمليات ب"الجهاد". * حطاب خاطب مجددا الشباب المرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية دون تبريرات شرعية ونصحهم بضرورة الابتعاد عن كل هذه الأعمال التي تسيء الى الإسلام والمسلمين لخدمة أغراض شخصية. * وتم إرفاق التسجيل بصورة حديثة عن حسان حطاب وهو يرتدي نظارات رؤية ويرتدي قميصا حسب ما يبدو من الصورة، ويضع طاقية رأس، ويبدو في صحة جيدة، كما دعم حسان حطاب نداءه بالاستشهاد بالمدعو أمين أبو تميم، أمير كتيبة الأنصار وهو قائد ميداني كما سبقنا الإشارة إليه في عدد سابق، ليكذب مجددا ادعاءات "درودكال" الذي أصدر بيانا إعلاميا زعم فيه أن "الأمير أبو تميم " تم توقيفه وحبسه في محاولة لتأكيد عدم التأثر بنداءات حسان حطاب، ونفي ما تردد حول وجود قناعة داخلية واسعة بعدم شرعية الاعتداءات الإرهابية. * وسألت "الشروق" أمس، كلا من والد ووالدة حسان حطاب وبعض أفراد عائلته الذين تعرفوا على صوته، وأكدوا أنه "هو الذي تحدث فعلا"، وتحفظت والدته التعليق على ما ورد في التسجيل "الذي لم يكن مفاجئا على خلفية أنه لم يتوقف أبدا عن العمل لتحقيق السلم والمصالحة في البلاد" منذ قرار الانسحاب من إمارة التنظيم عام 2003 ووقف نشاطه وتسليم نفسه للسلطات رمضان 2008. * * حطاب يكذب "درودكال": أبو تميم سلم نفسه * وكثف مؤسس "الجماعة السلفية" من خرجاته مؤخرا من خلال سلسلة البيانات التي أصدرها وعرفت تحركاته تحولا بإصدار بيانا بخط يده لتفنيد المعلومات التي روج لها أتباع "درودكال" بشأن توقيف حطاب قبل أن يقرر "أبو حمزة" قبل أن يقرر حطاب بث تسجيل صوتي عبر قناة "الجزيرة"، ويكون حطاب قد قام بخطوة ذكية ومدروسة على خلفية أنه انتقى قناة تعرف شعبية كبيرة وسط الجزائريين وخاصة فئة الشباب الذين استهدفهم حطاب في هذا التسجيل بشكل لافت وهم المجندين والمرشحين لاعتداءات انتحارية وأيضا الراغبين في التجنيد تحت الضغط أو الإغراء، خاصة بعد توفر حطاب على معلومات تفيد بأن درودكال قام على خلفية بيان "البراءة" الأخير بمنع أتباعه من متابعة الصحف الوطنية والاستماع للإذاعة ليختار القناة الفضائية "الجزيرة" لذيع صيتها، ويكون حطاب قد استغل هذه الشهرة وأيضا لجوء قيادة درودكال الى هذه القناة لتبني الاعتداءات الانتحارية وإطلاق التهديدات. * ثانيا، استفيد من مصادر من محيط حسان حطاب، أنه في اتصال مع بعض أتباعه الذين لازالوا ينشطون في الجبال ويكونون نقلوا له الصورة عن الوضع الداخلي، حيث طرح أمورا في التسجيل تكشف أن الرجل يملك معطيات عما يحدث داخل تنظيم "درودكال". * ثالثا، أكدت مصادر متتبعة لمسار حسان حطاب، أن "الأمير" لم يكن ليقوم بهذه الخطوات لو لم يحصل على ضمانات ملموسة كانت من أهم شروطه، وبدا واثقا وهو يدعو المسلحين للاستفادة من ميثاق السلم، حيث رجحت أطراف عديدة استفادته من العفو بعد أن اتخذ دفاعه كل الإجراءات، وكانت عائلته قد نقلت عنه في لقاء سابق ب"الشروق اليومي" أنه رفض إطلاق أي نداء أو دعوة والتزم الصمت في ظل عدم تجسيد مطالب عديدة تتعلق بتفعيل مساعي المصالحة مما يؤكد اليوم أن "المفاوضات" التي كانت جارية قد أثمرت عن اتفاق، ويندرج تحرك حطاب في إطار تجسيد هذا المسعى. * * كلمة حسان حطاب في التسجيل الصوتي * أتوجه إليكم بهذا النداء الأخوي وأدعوكم أن تتوقفوا بما انتم عليه وأنصحكم بوضح سلاحكم والانسحاب والعودة الى أسركم فالمجتمع مستعد لاحتضانكم وتضميد الجراح فالذي انتخب على نداء السلم والمصالحة على بكرة أبيه فإنه بهذا يكون خيرا لكم في الدنيا والآخرة، فبادروا أيها الإخوة بالنزول من هذا المنكر العظيم والرجوع الى الحق وجادة الصواب ولقطع دابر الفتنة والشر وأن هذا ما تقوم به من إهدار دماء المسلمين واستباحته لا يخدم إلا أعداء الإسلام والمسلمين ليس هو من الجهاد في شيء ولا يمت الى الإسلام والمسلمين بصلة، فإلى متى أيها الإخوة الاستمرار في هذا الإعوجاج المظلم والتمادي فيه تمزيق الأمة وتفريق صفوفها وإضعاف وحدتها. * وأقول لكم أيها الإخوة أن من كان يبحث منكم عن الحق والرجوع إليه عليه بالتوقف عما عليه وتسليم سلاحه حقنا لدماء المسلمين ورغبة في جمع الشمل وأن المسلم الحق الذي يتوقف عند حدود الله. * أنصحكم أيها الشباب أن لا تفكروا في هذا الأمر إطلاقا واحذروا مما ينشر في وسائل الانترنيت والأقراص المدمجة التي تفتي باستباحة دماء المسلمين بدعوى الجهاد، بل هذه الأعمال ليست من الدين في شيء ولا تمت للإسلام والمسلمين بصلة واحذروا ممن يفتون بما لا يفقهون ولا يرجعون الى علماء الأمة وخاصة الذين يشوهون سمعة العلماء، بل يجعلونكم حسب أهوائهم مستعدون لفعل كل ما يطلب منكم ولو بإلحاق الأذى بأنفسكم وأرواح المسلمين. * أعلم الإخوة الذين لازالوا في الجبال إن هناك إخوة استجابوا لندائنا وعلى رأسهم الأخ أبو تميم، أمير كتيبة الأنصار، فأدعوكم أن تحذوا حذو هؤلاء الإخوة وأن لا تفوتوا هذه الفرصة، فهذا خير لكم في الدنيا والآخرة.