تبرأ حسان حطاب المكنى "أبو حمزة" مؤسس وأمير تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" من التفجيرات الإرهابية التي هزت أمس مقر رئاسة الحكومة ومركز للأمن الوطني بباب الزوار ، فيما ذكرت مصادر مؤكدة أن السلطات العمومية أصدرت تعليمات جديدة لمختلف الأجهزة الأمنية والقضائية لإبقاء على الأبواب مفتوحة أمام كل المسلحين الذين يرغبون في التخلي عن النشاط الإرهابي من خلال الأحكام التي تخص ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والتي تبقى سارية المفعول. وذكر مصدر مسؤول في اتصال مع " للشروق اليومي"، مساء أمس، أن التفجيرات الهمجية التي هزت مقر رئاسة الحكومة و مركز للشرطة "تهدف إلى دفع السلطات الى غلق أبواب الرحمة أمام المسلحين" مشيرا إلى أن هذه العمليات الإجرامية "لا تعدو أن تكون سوى وجها من أوجه تكريس سياسة اليأس والضلال" التي تعيشها النواة الأساسية في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والتي أصبحت تطلق على نفسها اسم تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" ،والتي تحاول إسغلال "رداء" تنظيم القاعدة لفرض "سياسة الأمر الواقع" أمام مسلحي التنظيم الرافضين للقتل الجماعي للأبرياء. ومع تأكيده بأن "المصالحة الوطنية خيار لا رجعة فيه والاعتداءات الأخيرة لن توقفها" جدد التأكيد بأن السلطات ستواصل نهج "الحوار والدعوة بالحسنى مع كل أولئك الذين يرغبون في التبرأ من هذه الأعمال الهمجية" مشيرا أيضا إلى أن تفجيرات "الأربعاء الأسود"، كما قال، هي انعكاس للإفرازات التي خلفها " الانقلاب " الذي عاشه تنظيم "الجماعة السلفية الدعوة والقتال" قبل عامين والذي مكن "أبو مصعب عبد الودود" وإسمه الحقيقي عبد المالك دردقال من قيادة التنظيم الإرهابي بالرغم من مواقف الرفض وعدم التزكية التي أبانها أعضاء التنظيم والذين لا يزالون حسب شهادات عدد من التائبين لم يحسموا بعد في مصير هذه القيادة التي يرون أنها غير شرعية. وما يرسخ أكثر هذا الإسقاط والاعتقاد أن العمليات التي تم تنفيذها أمس تعتبر حكرا أو أقرب منها لأصحاب فكر "الخوارج" إلى الفكر الذي تأسست عليه الجماعة السلفية للدعوة والقتال . و في هذا السياق تبرأ حسان حطاب المكنى "أبو حمزة" من الاعتداءات الإرهابية التي هزت قصر الحكومة ومركز الأمن، وأوضح حسان حطاب في اتصال هاتفي مع " الشروق اليومي " أنه يتبرأ من كل عنصر من عناصر "الجماعة السلفية" "الذين ساروا في هذا الضلال" وهذا انطلاقا من مسؤولياته كعضو مؤسس وأمير شرعي لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وجدد حسان حطاب دعمه المطلق وتأيده للتدابير التي أقرها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ودعا إلى تفعيلها بتغليب منطق "العفو والمصالحة" ، سيما وأنه عمل طيلة الفترة السابقة على إقناع السلطات بتكثيف عمليات التوعية لتمكين المسلحين الذين لا زالوا في الجبال من الاستفادة من التدابير التي يقرها قانون المصالحة الوطنية وأضاف حسان حطاب ، موضحا بأن تنظيم "الجماعة السلفية" الذي أطلق على نفسه تسمية تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" لا صلة له بهم ولا مرجعية تاريخية له ، وإنما هذا التنظيم "يتحرك بأوامر من الخارج". وكان حسان حطاب قد أعلن منذ حوالي ثلاثة سنوات أنه اضطر لطلب التخلي عن قيادة تنظيم "الجماعة السلفية" ،إثر المحاولات التي قامت به عدد من قيادات هذا التنظيم للدفع به الى الارتماء في أحضان تنظيم "القاعدة" والعمل في فلكه. أ.أسامة