نجح يوسف شقرة في إعادة الحياة لمقر اتحاد الكتاب الجزائريين بعد أشهر طويلة من الركود الذي تسببت فيه خصومات جوفاء، دفع ثمنها المبدع الجزائري حين فقد ثقته في بيته الطبيعي الذي صنع الأسماء الأدبية كما صنع عشرات المشاهد الثقافية على مدار عقود من الزمن. * كانت نهاية الأسبوع بمقر الاتحاد معبقة بالشعر وحميمية الشعراء الذين قدموا من مختلف أنحاء الوطن للمشاركة في احتفالية "لبلادي أغني" المنظمة إحياء ليوم الشهيد، حيث بلغوا 120 شاعرا من جيلين مختلفين التفوا حول كلمة واحدة وهي إعادة الاتحاد للصف الأول في المشهد الثقافي الجزائري. * وتميز اليوم الأول بحضور كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي الذي عبر عن سعادته وهو يرى أبناء الاتحاد من جديد في بيتهم الطبيعي، وهو الذي قضى عهدتين كاملتين على رأسه، طبع خلالها عشرات العناوين الابداعية لعشرات المبدعين، ولم يغادر المنصة حتى قرأ نصا أهداه للأديب الراحل بختي بن عودة من ديوانه "النخلة والمجداف". * وكان ضيف شرف الدورة التي حملت اسم الشاعر الشهيد الربيع بوشامة الشاعر الفلسطيني الكبير المتوكل طه، الذي قرأ نصوصا عبر فيها عن عمق الروابط التاريخية بين الجزائروفلسطين المشتركتين في إرث الشهداء، ومما قاله في كلمته "سأرفع غزة زهرة في كلماتي حتى تصبح كالجزائر العاصمة" وأضاف "عندما يزول الألم يتحول إلى حكمة، ونحن إذ نغني لفصائل فلسطين نخرج عن السياق واللحن". أما الصادق بخوش صاحب نص فيلم مصطفى بن بولعيد فذكر بضرورة توثيق الانتصارات والملاحم في أعمال إبداعية متواصلة، حتى تصل الأجيال القادمة. * وفي كلمة مملوءة بالأمل، دعا يوسف شقرة مبدعي الجزائر إلى الالتفاف حول الاتحاد من جديد، لأنه ملكهم جميعا، كما فتح المجال لتكريم أدباء الجزائر الذين خدموا الاتحاد لزمن طويل وهم "الطاهر وطار، أبو القاسم سعد الله، مولود عاشور، الصادق بخوش، عز الدين ميهوبي" كما حظي الشاعر الفلسطيني المتوكل طه بتكريم خاص. ومع إعلان نهاية الطبعة الأولى من احتفالية "لبلادي أغني" تم تقديم هدايا مالية للمتألقين في هذه الدورة، حيث اقتسم عبد الحميد شكيل وعلي مناصرية والشاعران الشابان رشدي رضوان ومروان سهلي هدية المبدع وقيمتها أربعون ألف دينار، كما تم تكريم الدكتور شريبط أحمد شريبط بهدية قدرها عشرون ألف دينار، ووزعت هدايا أخرى. *