تجدهم ينتظرون دورهم في العلاج بوقار الكبار وبراءة الصغار.. يجلسون جنبا إلى جنب يحكون تجارب الأيام والسنوات المتقلبة.. أجسامهم الضعيفة التي أنهكتها الأمراض وخطواتهم المتثاقلة التي حملتهم للعلاج من أماكن بعيدة تستقبلها قاعة باردة تفتقر لأدنى شروط الاستقبال، حيث يضطر بعضهم للجلوس على الأرض أو في العراء لانتظار نتائج التحليلات التي يجرونها، في غياب مختص يشرح لهم نتيجة هذه التحاليل. * * مختصون يؤكدون: "حالة المرضى خطيرة تتطلب مصلحة خاصة بهم * * يطالب مرضى الجلطة القلبية الذين يزاولون العلاج بمستشفى مصطفى باشا بتحسين ظروف استقبالهم وعرض نتائج التحليلات الدموية التي يقومون بها "تي بي" بحضور الطبيب المختص بدل ترك الاجتهاد للمرضى في استقراء نتائج التحليلات التي عادة ما تكتب بصيغ وعبارات طبية غامضة لا يفك شفرتها إلا المختصون. * "الشروق" وقفت على المعانات اليومية للمرضى الذين يعانون من أمراض قلبية تتطلب رعاية ومتابعة خاصة ودقيقة، لأنها تتعلق بعجز القلب عن ضخ الدماء لكافة أنحاء الجسم، وأي خلل في طريقة العلاج أو تناول جراعات زائدة من الدواء"سانتروم" قد يعرض المريض لأخطار صحية قريبة إلى الموت، خاصة وأن معظم المرضى من كبار السن الذين يعانون من أمراض أخرى عادة ما تتعلق بضغط الدم والسكري.. طريقة العلاج القديمة التي يطالب المرضى بعودتها كانت تلزم الطبيب باستقبال المرضى بعد التحليلات الدموية ليقوم بمقابلة كل مريض على حدى لبضع دقائق يشرح له من خلالها جرعة الدواء الجديدة التي يتناولها تفاديا لأي خطأ أو سوء فهم قد تعترض المريض في قراءة نتائج التحليلات، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة على غرار ما تعرض له عدد من المرضى، حيث أكد الحاج شريف الذي يزيد عمره عن 75 سنة أن الأطباء يعرضون نتائج التحليلات على الدفتر الصحي بطرق غامضة وغير مفهومة تضطره على الاجتهاد في شرب جرعات الدواء، وفي العديد من الأحيان تتدهور حالته الصحية لعدم مطابقة كمية الدواء بما يوصي به الطبيب، وحتى أبناء الحاج شريف المتخرجين من الجامعة لا يجيدون قراءة نتائج التحليلات التي عادة ما يكتبها بعض أطباء المستشفى، مما يعكس صور الإهمال والتسيب التي يتكبد نتائجها مرضى كبار لا حول لهم ولا قوة. * أما عمي محمد فقد انتقد بشدة إقدام بعض الأطباء أو شبه الطبيين بملء دفاتر العلاج في السلالم والأروقة، مما يعبر عن إهمال المرضى. * وفي حديثنا مع المختصين، فإنهم أكدوا لنا أن مرضى الجلطة القلبية الذين يعانون من تقدم السن وخطورة الوضع الصحي بحاجة إلى مصلحة مستقلة تضمن تقديم خدمات صحية أفضل يشرف عليها أطباء ومختصون يتفرغون لهذا النوع من العلاج بدل جر هؤلاء المرضى للعلاج في قسم الاستعجالات الطبية التابعة لمصلحة الأمراض القلبية التي تعاني من ضغط كبير، مما يتسبب في بعض صور الإهمال والتسيب للمرضى. * وتجدر الإشارة إلى أننا حاولنا مرارا الاتصال برئيس مصلحة الأمراض القلبية بمستشفى مصطفى باشا غير أننا لم نتلق أي رد.