تحوّلت الزيارة السياحية إلى الحظيرة الطبيعية في الشريعة بمرتفعات البليدة لعشرات السيّاح من عائلات وأفراد، وخاصة الأطفال الصغار والرضع إلى حالات رعب وخوف وجوع وبرد وبكاء... * * حينما توقف بهم المصعد الهوائي عند نقطة بني علي، لأزيد من 6 ساعات، بسبب عطل كان يمكن علاجه في لحظات، حيث بقوا محتجزين ومعلقين داخل عربات من الخامسة مساء من عصر الخميس الماضي إلى غاية الحادية عشر ليلا، تدخل خلالها رجال درك فرقة زبانة لإنقاذ الموقف وتوفير الأمن لهم ملاحظة تمّ تسجيلها، غياب كلي لسيارات الإسعاف أو الحماية المدنية وتهدئة خاصة العائلات الثائرة ضد مسيري التيليفيريك. * الحادث والذي يعد الثالث لغاية الساعة بالرغم من إعادة تأهيل المصعد وإعطاء انطلاقة عمله في نهاية جانفي الماضي بإشراف من وزير النقل، أعاد إلى الأذهان فترة الرعب التي عايشها البليديون، خاصة في سنوات العشرية الحمراء، حيث استطاعت الشروق اليومي نقل مشهد الخوف الذي أصاب بعض الضحايا إن صحّ التعبير، حينما أجمعوا في تأكيد منهم أنهم سمعوا من ألفاظ السب والشتم والتهديد والترويع من أشخاص كانوا أسفل تلك العربات وسط الظلام اعتقدوا خلالها أن حياتهم قاربت من النهاية، خصوصا عند رشق بعضهم بالحجارة. ومازاد في مأساتهم، البرد الشديد وبكاء الأطفال الصغار الذين لم يتحملوا الوضع. هذا وأفادت معلومات متطابقة أن سبب المصعد الهوائي تقني محض. مدير النقل صرّح للشروق اليومي أنه ليس الحادث الأول الذي يقع، وأن السبب من وراء كل ذلك سوء تسيير الإدارة المشرفة على مؤسسة النقل الحضري والمعنية بالمصعد الهوائي وتهميشها لعناصر مؤهلة في معالجة مثل تلك الأعطاب، وإلا كيف يفسر عدم حدوث أي عطل عند فترات التجريب ووقوعها إلا بعد انطلاقه في 23 جانفي الماضي، موضحا في جانب آخر عدم تسجيل أي عطب في شق الشريعة، لأن الفريق التقني العامل هناك، جدّ مؤهل على العكس من الفريق العامل عند نقطة البليدة، مؤكدا أن إدارته ستتخذ الإجراءات اللازمة بشأن سوء التسيير المسجل في عموم المؤسسة ومتابعتها للقضية في القريب العاجل. *