يظن البعض أن رياح الإنسانية تهب من البيت الأبيض هذه الأيام وأن صحوة ضمير انتابت صناع القرار في المؤسسات الامريكية وأن كل ما ارتكبوه بحقنا في العراق كان بناء على تقارير قد ضللوا بها..باختصار لابد أن نفهم أن مشروع الإدارة في الولاياتالمتحدة في حقبة أوباما ليس الحرب في ايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ويمكن أن تشهد هذه المنطقة تهدئة ما.. وإنما حروباً في مواقع أخرى على نطاق أوسع ..يقول بريجينسكي وهو راسم السياسات الاستراتيجية في أمريكا الآن: إن مركز النفوذ في العالم ليس إيران وإنما موسكو وبكين. * رأس المال المتحكم اليوم بالادارة الامريكية يعود لأسوإ الدوائر المؤلفة من ديفيد روكفيلر وجورج سوروس وغيرهم وهؤلاء لهم رؤاهم في الاقتصاد الداخلي، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية فهم يخططون لمواجهة روسيا والصين. وهناك هجوم قائم حاليا على الباكستان باعتبارها حليفا تلقائيا للصين ومدخل لها.. وهو بلد إسلامي 160مليون نسمة ولديه قنبلة نووية، وهاهم يعدون العدة لغزو باكستان من أفغانستان بحجج القاعدة والارهاب فلماذا يفعلون ذلك؟ إنهم يريدون تدمير الحكومة المركزية تمهيدا إلى تدمير الباكستان وتقسيمه إلى أربعة أو خمسة أجزاء هي السند وبلوشستان وبشتونستان ووزيرستان وهكذا دواليك. ذلك لأن الباكستان تمثل حليفاً محتملاً للصين، وبالنظر إلى قائمة الأهداف الأمريكية فهي لم تعد تضم إيران بل السودان والباكستان وهذا هو التغيير.. * يرى موجهو السياسة الامريكية الحالية أن القوى العالمية الحقيقية هي روسيا والصين لأنها هي القادرة على التصدي للأمريكيين والبريطانيين، وبالتالي يجب التركيز عليهما وعندها تصبح الهند رصيداً كبيراً في هذا السياق وكذلك اليابان .. وهنا يطرح السؤال ما هي قصة دارفور؟ ولماذا يتدخلون به؟ انهم معنيون بها لأن 7 في المئة من النفط الذي تستهلكه الصين يأتي من السودان، وهم يبحثون بشكل محموم عن ذريعة لدخول السودان والإطاحة بالجنرال عمر البشير وقطع إمدادات النفط الذاهبة إلى الصين وغاية بريجينسكي النهائية هي عزل الصين والإحاطة بها بحيث لا يبقى أمامها أي مصدر تلجأ إليه للحصول على النفط سوى الآبار الروسية، وبالتالي تكون النتيجة النهائية لهذه السياسة هي وضع الصين في مواجهة مع روسيا كي تستمر الهيمنة الأمريكية البريطانية على النفط لمئة عام آخر.. ومن الواضح أن هناك استدراجات لروسيا في منطقة القوقاز غير المستقرة ومن خلال الدرع الصاروخية.. * ان الهجوم المباشر اليوم على الباكستان والسودان يتجه نحو إحراز انتصارات أمريكية بريطانية على روسيا والصين لإنهاء خطرهما المحتمل على الامبراطورية الامريكية.