صرح الدكتور سعيد سعدي، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في حوار خصه للقناة الإذاعية الأولى الكندية مؤخرا والذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، أن السبب الرئيس لدخول تنظيم القاعدة إلى الأراضي الجزائرية وإقامة قواعد خلفية بها يعود إلى الهشاشة والضعف الذي خلفه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في النظام الجزائري. فحسب رأي الدكتور سعدي فإن السلطة الجزائرية فقدت مصداقيتها في وسط الشعب وسمحت لهذا التنظيم الإرهابي من استغلال الفرصة للدخول إلى شمال إفريقيا ومنطقة الساحل عبر الجزائر وإقامة قواعد بها بعد عديد من المحاولات الفاشلة للدخول عبر الأراضي المغربية والتونسية. وفي سياق متصل، واصل كلامه متهما الرئيس بمحاولة التلاعب بهذا الاستحقاق الذي حققه الشعب من أجل لمّ التيار الإسلامي حوله وتوظيفه في لعبة سياسية من أجل الوقوف في وجه المؤسسة العسكرية والضغط عليها ضانا منه أنه في صراع. هذا، وقد وصف سعدي التفجيرات الأخيرة التي عرفتها الجزائر أنها بداية لأمر كبير وخطير جدا لأن القاعدة اختارت الضرب بقوة على الجزائر، كما تفعله في العراق من أجل إخلال التوازن في الوطن العربي والشرق الأوسط، ومن خلال رده على سؤال منشط الحصة حول الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي عرفتها الجزائر، قال الدكتور سعدي إنه شارك في هذا الانتخاب لأسباب ثلاثة اختصرها في وضع السلاح بدون أي شرط، منع حزب "الفيس المحل" من العودة إلى الساحة السياسية الوطنية وإدانة جميع الجرائم الدموية التي حدثت ومعاقبة المتسببين فيها. أما بخصوص مشروع المصالحة الوطنية فأضاف زعيم الارسيدي أن القانون يمثل عملية جمركة جميع الأشخاص الذين دخلوا في التنظيم الإرهابي ومنحهم امتيازات إضافية ومبالغ مالية لإعطائهم دفعا جديدا في الحياة الاجتماعية وإحياء الإرهاب من جديد، ليدخل في معادلة صعبة يصف فيها الرئيس بوتفليقة بأنه "يعيش كثيرا في الماضي ويمضي وقته في معالجة حساباته في سرايا الرئاسة عوض أن يبحث عن مشروع حقيقي يضع ديناميكية فعالة للتنمية في البلاد". وفي سياق آخر، وبخصوص أمر تعديل الدستور والعهدة الثالثة لرئيس الجمهورية وصف سعيد سعدي الأمر "بالإهانة والاعتداء الصارخ في حق شهداء ثورة أول نوفمبر 1954" !.. "ومن أجل الوقوف في وجه التيار الإسلامي الصاعد من جديد في الجزائر ومن أجل تحقيق الأمل في الحياة الديمقراطية وتجاوز مختلف الحساسيات التي يعيش بها العالم المسيحي من أجل النظر إلى مختلف التجاوزات التي تعيشها باقي البلدان الأخرى".