أفراد من تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أعلن حوالي خمس وعشرون إرهابيا ينشطون تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال أبو مصعب عبد الودود بمنطقة الونشريس عن وقفهم النشاط المسلح واستعدادهم لتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية ويرابط هؤلاء بالمناطق الجنوبية لولاية الشلف بجبال بني بوعتاب وسنجاس الممتدة الى غاية ولاية عين الدفلى على طول سلسلة الونشريس غرب البلاد * وقالت مصادر من محيط عائلات بعض هؤلاء الذين ينحدر أغلبهم من ولاية الشلف والولايات المجاورة لها، إنهم "قرروا أخيرا وقف العمل المسلح وتسليم أنفسهم لقوات الجيش" بعد أشهر من الاتصالات بهم بعلم الجهات الأمنية التي دعمتهم بنسخ عن قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وأشرطة لأبرز العلماء ورجال الدين تتضمن فتاوى حول العمليات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في الجزائر وعدم شرعيتها، إضافة إلى عدم جدوى حمل السلاح. * وأضافت هذه المصادر ل"الشروق اليومي"، أن الإرهابيين الذين يكون عددهم يتراوح بين 20 و25 إرهابيا قرروا التخلي نهائيا عن العمل المسلح ومن القدماء الذين التحقوا بتنظيم "الجماعة السلفية" عند تأسيسها، ومنهم من كانوا تابعين "للجماعة السنية للدعوة والقتال" تحت إمرة المدعو "عبد القادر صوان" قبل انضمامها الى "الجماعة السلفية" تحت إمرة المدعو "حسان حطاب" في إطار ما سمي ب "مؤتمر الوحدة" عام 2001 ويكونون اليوم، قد اقتنعوا بعدم جدوى حمل السلاح. * وقالت مصادر على صلة بالملف ل"الشروق اليومي"، إن الاتصالات بين هذه المجموعة الارهابية وقوات الجيش "عرفت تقدما كبيرا" وكان مقررا نزولهم نهاية الأسبوع الماضي، لكن ذلك تعذر لأسباب تحفظت مصادرنا عن الكشف عنها، لكن مصادر أخرى لا تستبعد صلة ذلك ب"ضمانات" يكون طرحها هؤلاء قبل النزول نهائيا. * واكتفت مصادر من عائلات بعض الإرهابيين الذين يوجدون في "هدنة" غير معلنة بالقول "إنهم لايزالون في الجبل والجيش على علم بقرارهم"، وأضافت "إنهم سينزلون قريبا". * وكانت هذه العائلات مدعومة ببعض المستفيدين من مراسيم المصالحة الوطنية قد قادت حملة تحسيسية مع ذويها الذين لازالوا ينشطون في الجماعات الارهابية وتكون قد تلقت تسهيلات من طرف أجهزة الأمن التي دعمت مسعاها، وأضافت مصادرنا أنها وجدت في بداية الأمر ترددا من طرف بعض الإرهابيين على خلفية مخاوف من عدم التزام السلطات بتعهداتها للمسلحين "لكن الخطاب الأخير للرئيس بوتفليقة في جويلية الماضي، الذي جدد فيه استمرار العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية كان بمثابة ضمان رسمي لهم". * وكانت الاعتداءات الانتحارية التي تبناها تنظيم "الجماعة السلفية" منذ 11 أفريل سنة 2007 وما رافقها من موجة استياء وانحراف في ظل الطعن في شرعية أعمالها الشبيهة بجرائم "الجيا" تحت إمرة الدموي "عنتر زوابري" بسبب انحراف "الجماعة السلفية" قد دفعت عديدا من نشطاء العمل المسلح تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، "الجماعة السنية للدعوة والقتال"، "جماعة حماة الدعوة السلفية" الى "مراجعة" معارضتهم السابقة لمساعي المصالحة الوطنية، ما يفسر تسليم ما لا يقل عن 22 إرهابيا أنفسهم لأجهزة الأمن منذ اعتداءات 11 أفريل 2007 تاريخ تدشين أول عمليات انتحارية، أغلبهم من قدماء النشاط المسلح الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية منذ مطلع التسعينيات، خاصة بولايات بومرداس، تيزي وزو والبويرة أهم المعاقل الرئيسية لتنظيم "درودكال"، إضافة الى إرهابيين من المدية، عين الدفلى، تلمسان، سكيكدة، جيجل. وقالت مصادر على صلة بالملف، إن عدد التائبين يتجاوز ذلك، على خلفية أن أجهزة الأمن تتحفظ عن الكشف عن هوياتهم وعددهم، خاصة وأن قوات الجيش تمكنت من تحقيق عمليات نوعية استنادا الى معلومات أفادها بها تائبون حديثا.