لم ينتظر الجزائريون أن يطل عليهم وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني من على منبر الأوراسي لإعلان نتائج الرئاسيات التي جرت وقائعها أمس التي حقق فيها المترشح عبد العزيز بوتفليقة فوزا ساحقا بنسبة 90.24% حتى أعلنوا عن انطلاق الأفراح والليالي الملاح بالنصر الكاسح الذي أحرزه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتحقيقه مطلب الجماهير التي كانت دائما تناديه بالاستمرارية. دقائق فقط بعد بدء عمليات الفرز عبر مكاتب الاقتراع انتفض الشارع الجزائري فرحا وغبطة بهذه النتائج فالمتجول في أنحاء العاصمة يلاحظ هذا الفارق الكبير بين عاصمة أمس وعاصمة اليوم ، ولم نسمع طوال نهار كامل سوى أغاني، أهازيج، أبواق السيارات ، أصوات''الزرنة''، طلقات البارود، ''ديسك جوكي'' التي لم تتوقف عن الصدح في شوارع والطرقات السريعة للعاصمة تحمل ''ألبومات ''الستة التي ولدت مع مولد الحملة الانتخابية الماضية، وأمورا أخرى. كل ما يمكن أن يفعله المناصرون قد فعلوه أمس، والجدير بالذكر أن هذه الاحتفالات كالعادة لم تخلو من الأعلام الوطنية التي رفرفت عاليا، كما رفرفت وارتفعت صور الرئيس على الجدران و لى السيارات، الحافلات، بالأيدي، على الشرفات، كلها كانت مظاهر احتفالية ''لنصرة'' الرئيس الذي اتفق على تجديد ولايته أكثر من 12 مليون جزائري. ومباشرة بعد إعلان النتائج النهائية للرئاسيات التي جرت وقائعها أمس خرج العاصميون عن بكرة أبيهم للاحتفال بفوز مرشحهم بالأغلبية الساحقة، حيث اكتظت أمس طرقات العاصمة التي اعتادت الهدوء يوم الجمعة بالشاحنات والسيارات التي تحمل صور بوتفليقة، تزينها أغاني وخطاباته القديمة الجديدة. وفي خضم هذه الاحتفالات التي عشناها أمس لاحظنا على مقر من مقرات إحدى الوزارات الكائنة ببن عكنون تلك الأجواء التي بادرت إلى الاحتفال بها تلك الوزارة قبل إعلان النتائج ، حيث تحولت إلى مكان لللإحتفال وكانت المفرقعات ، الألعاب النارية والأغاني الوطنية هي الحاضر الأكبر في هذه اللإحتفالات. معلنة بذلك انطلاق الاحتفال بنصر المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي بدى بأنه المترشح المفضل عند العمليات الأولية لعمليات الفرز. وحسب الأصداء التي أتتنا من الولايات الداخلية للوطن فقد خرج العديد من المواطنين والمواطنات من للتعبير عن غبطتهم ، الكل يعبر بطريقته الخاصة ، مرددين ''النصر لبوتفليقة '' وان ، تو، تري فيفا لالجيري''، ''أسا، أزكا، بوتفليقة يلا يلا'' و لقد جابت مواكب الأعراس والأفراح الشوارع الكبرى للمدن حاملين صور مُكبرة للرئيس الذي أعيد انتخابه و أعلاما وطنية. ولم تتوقف أبواق السيارات التي تحمل صور الرئيس الجديد للجزائر على الأقل حتى إعلان المجلس الدستوري للنتائج النهائية عن الرنين، حيث كانت تجول وتصول في مختلف أنحاء العاصمة معبرة عن الفرحة العارمة التي اجتاحتهم في تلك اللحظة، وامتزجت هذه الأبواق بزغاريد النسوة من على الشرفات التي تعالت هنا وهناك معلنة بذلك تعييرها التلقائي لمساندة الرئيس الجديد للجزائر. آلاف التهاني والمكالمات و''إلإيميلات'' تتهاطل على مداومات وموقع المترشح وماهي إلا لحظات قليلة من إعلان وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني عن نتائج الانتخابات الرئاسية، حتى تهاطلت آلاف التهاني على موقع المترشح عبد العزيز بوتفليقة ، و لم تتوقف هواتف مكتب الموقع الالكتروني عن استقبال تهاني المواطنين الجزائريين الذين سعوا من خلال الموقع للتعبير عن فرحتهم بتتويج المترشح عبد العزيز بوتفليقة ورفع هامته بملايين أصوات الجزائريين، حيث تفرغ فريق الموقع مند بداية نهار أمس لاستقبال المكالمات الهاتفية وإيميلات و فاكسات محبي الرئيس. كما أن الفريق العامل في الموقع يأسف على عدم تمكن بعض المواطنين من الاتصال بالموقع هاتفيا نظرا للعدد الهائل من المكالمات التي يتلقاها في الحظة الواحدة في كل خطوطه الهاتفية. وانصبت أهم المكالمات على تهنئة الرئيس''مبروك على الجزائر والشعب الجزائري بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة". حزن .. تذمر وصمت رهيب خيم على مقرات المترشحين على عكس مداومات المترشح عبد العزيز بوتفليقة الفائز في الانتخابات الرئاسية، تحولت مداومات المترشحين الخمسة إلى أماكن خيم عليها الحزن والسكون والهدوء، بعد أن كانت طوال نهار أول أمس الخميس عشية إجراء الانتخابات خلية نحل تميزت بحركية ونشاط كبيرين ، رغم أن أغلبية المترشحين على الأقل أربعة منهم باستثناء محمد السعيد نددوا ببعض التصرفات التي اعتبروها تجاوزات انتخابية لصالح المترشح الفائز في الانتخابات الحالية. تحولت مداومات المترشحين الخمس للرئاسيات الماضية إلى منازل خيم عليها السكوت والحزن العميق إضافة إلى التدمر الكبير ، لكن المفاجأة لم تكن كبيرة حيث أن التمثيل الجماهيري الذي كان تحظى به تجمعات المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة كان يحسم النتائج المسبقة، ورغم ذلك فإن المترشحون ارجعوا ''الخسارة والفارق الكبير في النتائج إلى تلك الأسباب. وقد أسرت لنا مصادر من المداومات أن المترشحون نزلت عليهم نتائج الرئاسيات ''كالصاعقة'' خاصة النتيجة التي خسروا بها ، حيث لم يكن أي واحد منهم يتوقع الخسارة بهذا الشكل ، إلا محمد السعيد الذي بادر إلى مراسلة غريمه بوتفليقة مهنئا إياه بالنتيجة التي تحصل عليها وإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية للمرة الثالثة على التوالي. وبهذه الاحتفالات الشعبية الكبيرة برهن الجزائريون للمترشحين أولا أن العملية تمت في نزاهة تامة، و أن البلاد أكملت عرس الديمقراطية ، حيث أعطوا درسا للعالم أجمع على أن الجزائر البلد الوحيد عربيا الذي كرس تلك المبادئ.