إجماع على رفض موقف واشنطن أثارت التصريحات الأمريكية حفيظة الطبقة السياسية الجزائرية، والمرشحين لانتخابات التاسع أفريل المنقضية، حيث أجمع هؤلاء أن الرئاسيات شأن داخلي ولا تعني أي طرف أجنبي، ولا مجال للاستثمار في احتجاجات المرشحين. * * مردهم في ذلك أن الجزائر أكبر من أن تقبل وصاية أي طرف خارجي مهما كبر حجمه أو ثقل وزنه، وبين من أرجع تصريحات الخارجية الأمريكية المتعلقة بتقارير أحزاب المعارضة وتشكيكها في نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وإلزامية تقديم الحكومة لتفسيرات، إلى امتعاض الإدارة الأمريكية من تمكن الجزائر من إقامة ديمقراطية شعبية من دون إراقة الدماء، وبين من أرجعها إلى محاولات الاستمرار في لعب دور الوصاية على دول العالم الثالث، وهناك من أرجعها إلى تنافس أوربي أمريكي باتجاه الجزائر، وتقاطعت تصريحات كل الأطراف الذين اتصلت بهم "الشروق اليومي" أمس لتسجيل ردود أفعالهم حيال التدخل الأمريكي الموصوف في الشأن الداخلي الجزائري، موازاة مع مباركتها العمل إلى جانب الرئيس المتجددة ولايته، أن الإنتخابات الجزائرية شأن داخلي، ولا مجال لإجتهادات من ينصبون أنفسهم أوصياء على الديمقراطيات في العالم. * * سلطاني: اللوبيهات الأمريكية ترفض ديمقراطيات ليست من صنعها * قال رئيس حركة مجتمع السلم، وزير الدولة أبو جرة سلطاني أن تصريحات الناطق باسم الخارجية الأمريكية، وإعرابه عن قلق واشنطن إزاء تقارير المعارضة الرافضة لنتائج الانتخابات هو، تحفظ مؤقت حتى يقال أن أمريكا منشغلة بالحريات في العالم الثالث، مشيرا أن مصلحة البلدين وتعاونهما أكبر من حالة تجاوز سجلت في مكتب من مكاتب التصويت، إذا وجدت. * وأضاف سلطاني أن هناك بعض اللوبيهات ترفض نصرة الديمقراطيات التي لم تصنعها الإدارة الأمريكية، وما حصل في الجزائر هو ديمقراطية شعبية لا أثر ولا رائحة فيها لصناعة اللوبيهات، مؤكدا أن الصناعة الديمقراطية في الجزائر أصبحت تحدث بعض الإحراجات لصناع القرار في بعض دول العالم الثالث، مشيرا إلى أن رد الفعل الأمريكي من العهدة الرئاسية الثالثة، يعود إلى مرحلة تعديل الدستور، وهناك بعض الدوائر الأمريكية بدأت "تدندن" قبل تمرير البرلمان بغرفتيه للتعديلات المدرجة على الدستور، وغاظهم ذلك، فبدأوا يفكرون في الإطاحة بالعهدة الثالثة، وما يقدمون عليه هو محاولة للتشويش فقط، مدرجا هذه التصريحات في خانة التسابق الأمريكي الفرنسي نحو الجزائر، مستدلا بتسارع نيكولا ساركوزي في التهاني وتباطؤ أمريكا. * كما قال أن المعايير التي تحكم أمريكا في نسج علاقاتها كثيرة، وما جاء على لسان الناطق باسم الخارجية هو محاولة للاستثمار في احتجاجات بعض المترشحين، للضغط على الجزائر في أمر يعد شأنا داخليا، ولسنا بحاجة لتزكية خارجية فأمرنا بيننا، وكل من يتحدث على التزوير أقول لهم "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". * * محمد السعيد: التقارير الأمريكية ليست جديدة والتشكيك في نزاهة الإقتراع سلعة رائجة * قال المرشح لرئاسيات التاسع أفريل المنقضي، والذي جاء في مؤخرة الترتيب محمد السعيد، أن التصريحات الأمريكية بخصوص الشأن الجزائري وتقاريرها الدورية ليست بالجديدة، ولا التشكيك في شفافية ونزاهة سير الانتخابات في الجزائر أصبح يصنع الحدث، لأنه سلعة رائجة. وأضاف صاحب آخر الترتيب في رئاسيات التاسع أفريل أن التصريحات الأمريكية لا تهمه، ومع ذلك قال أن أحسن ضمان لشفافية الانتخابات هي إبعاد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، مؤكدا أن سوابق الانتخابات المتعاقبة ترمي بظلالها على المواعيد الانتخابية، على حد تعبيره، ليختم أن أولوياته في الوقت الراهن تنظيم أوراق ملف اعتماد حزبه، حتى يتمكن من الممارسة السياسية . * * تواتي: على أمريكا أن تتعامل مع الشرعية ونرفض الاستثمار في احتجاجاتنا * قال رئيس الجبهة الوطنية، وصاحب الترتيب الثالث في رئاسيات التاسع أفريل موسى تواتي، أن الانتخابات الجزائرية شأن داخلي، ولن نسمح أن تستخدم إحتجاجاتنا لإضعاف النظام الجزائري والضغط عليه أكثر مما هو عليه حتى يرضخ للخارج، وتصريحات الخارجية الأمريكية تؤكد أن لا خير يرجى للجزائر من الخارج، وخيرها بداخلها وأنا معارض، غير أنني أفضل إقليمي الداخلي للتقويم والمعارضة، وحتى ولو كانت هناك تجاوزات في العملية الانتخابية، وتزوير للنتائج واستخدام مفرط للسلطة، فالانتخاب شأننا، فعلى أمريكا أن تتقبل الوضع وتتعامل مع الشرعية الحالية، من دون محاولات الاستثمار في احتجاجاتنا الداخلية، مؤكدا رفضه وصاية الخارج، بالقول لم نطلب حماية أجنبية لا من أمريكا ولا من غيرها، نسعى للحصول على الحماية الشعبية ولا غيرها. * * طابو: لا علم لنا بتصريحات الخارجية الأمريكية * قال السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية كريم طابو، لا علم لي بالتقرير الأمريكي، كما أجهل كلية ما جاء على لسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية بخصوص الانتخابات في الجزائر، قبل أن يحيلنا على الحكومة التي يجب أن تدلي بتوضيحات عما بدر من الخارجية الأمريكية، أو التوجه لهذه الأخيرة لتقديم تفسيرات، قبل أن يقول أن حديث الإدارة الأمريكية عن تقارير المعارضة لا يعني بالضرورة مواقف الأفافاس أو تقاريرها، خاصة وأن هذه الأخيرة لم تدرج اسم الأفافاس في حديثها صراحة على حد تعبيره، رافضا التعليق عما بدر من الخارجية الأمريكية. * * ميلود شرفي: المعارضة الفاشلة تتخذ التشكيك آخر صيحاتها * قال الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي، أن تقارير التشكيك صادرة عن المعارضة الفاشلة، التي عجزت عن جمع التوقيعات لصالحها، فانقلبت للتشكيك في نزاهة الانتخابات التي جرت تحت أعين المراقبين الدوليين، مشيرا أن هذا التشكيك سيكون آخر صيحة، لأن الإرادة الشعبية أجابت على دعاة المقاطعة، الذين لقنوا درسا، وعما ورد عن الخارجية الأمريكية، قال شرفي أن مؤسسات الدولة الجزائرية وقنواتها الدبلوماسية هي المخولة بالرد على مثل هذه التصريحات.