دعا غالبية ممثلي مرشحي المعارضة لدى اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الانتخابات، رئيس اللجنة محمد تقية للتدخل لدى السلطات لأجل وضع حد لانحياز بعض مصالح الإدارة لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى توفير الأمن للمرشحين بعد الاعتداءات التي تعرض لها بعض أنصار المرشح محمد السعيد بباب الوادي في اليوم الأول من الحملة الانتخابية. وسجل ممثلو منافسي الرئيس المرشح تجاوزات كثيرة في الأيام الأولى من الحملة، داعين لاتخاذ إجراءات لوقفها ومن بين ذلك التعليق الفوضوي للملصقات وصور المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة في غير الأماكن المخصصة لها، أي لوحات الإعلانات المخصصة لذلك. واشتكى ممثلو مرشحي المعارضة خصوصا مما حدث في ولايات باتنة وبشار، حيث تم تخصيص استقبالات رسمية للمرشح بصفته رئيسا للجمهورية وليس متنافسا على خلافة نفسه، حيث تم تعليق لافتات مرحبا برئيس الجمهورية في الشارع الرئيسي بباتنة، وفق شكوى ممثل أحد المرشحين. كما اشتكى ممثلو المعارضة من استعمال رموز الدولة في الحملة والتي تعد انتهاكا للمادة 182 من القانون العضوي للانتخابات التي تحظر استعمال رموز الدولة. واحتجت مداومة المرشح محمد السعيد على غياب تغطية أمنية لأول تجمع لمرشحها بحي باب الوادي الشعبي، حيث تعرض أنصار المرشح لمضايقات من قبل بعض المشاغبين في الحي. وسجل هؤلاء أيضا ما أسموه انحياز وسائل الإعلام العمومية الثقيلة وخصوصا حصة دفاتر الرئاسيات التي تبثها التلفزة الوطنية يوميا والتي تحولت -حسب ممثل أحد مرشحي المعارضة- لحصة خاصة بإنجازات الرئيس المرشح. كما تم طرح قضايا إجرائية تخص توفر تذاكر السفر على متن الخطوط الجوية الجزائرية وكذا تأخر الرحلات، ما عقّد مهمة المرشحين في تنظيم تجمعاتهم عبر القطر الجزائري، ومن ذلك لويزة حنون التي وصلت إلى سطيف متأخرة بساعتين، رغم أن الأخيرة التمست الأعذار للشركة التي تفتقد لأسطول كاف لتغطية المجال الجوي الجزائري. في سياق متصل، طرح ممثلو المرشح محمد السعيد قضية تعمد مصالح ولاية جيجل عدم تجهيز قاعة أبركان المقرر أن تحتضن أمس تجمعا شعبيا. وقالت مصادر من مداومة المرشح إنه حتى ظهر أمس لم يستلم أنصاره مفاتيح القاعة غير المهيأة لمثل هذا النشاط، حيث رفض أعوان النظافة بالبلدية القيام بمهمتهم رغم اتصال اللجنة الوطنية المستقلة بالوالي شخصيا. تقية: المشاكل التي طرحها ممثلو المرشحين غير بالغة الأهمية واعترف منسق اللجنة السياسية الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية محمد تقية، أمس، بوجود مشاكل في الحملة، لكنه قلّل من شأنها ووصفها بأنها غير بالغة الأهمية ودعا في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية المرشحين أو ممثليهم الاتصال مسبقا بالبلديات أو الولايات للقيام بتجمعات شعبية أو لقاءات وليس في اليوم نفسه، وهذا تفاديا لوقوع بعض الحوادث. وأضاف في ذات الشأن أن ممثلي بعض المرشحين لم يتقدموا للجهات المعنية مسبقا حتى يتسنى لها تهيئة القاعات وتنظيفها واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة. وتأسف السيد تقية لكون بعض المرشحين أو ممثليهم يرسلون بشكاويهم إلى وسائل الإعلام قبل أن تصل إلى اللجنة المكلفة بمراقبة الانتخابات الرئاسية، ذاكرا على سبيل المثال شكوى المرشح محمد السعيد التي نشرت في بعض الصحف الوطنية أمس السبت قبل أن تتلقاها اللجنة. واعتبر المتحدث أن على المرشحين اللجوء إلى وسائل الإعلام لنشر شكاويهم، في حالة ما إذا لم تتدخل اللجنة في معالجة أو حل المشكل الذي يواجهونه، مؤكدا سهر اللجنة على ضمان السير الحسن لكل مراحل المسار الانتخابي. وفيما يخص مجريات عمليات تسجيل تدخلات المرشحين أو ممثليهم بمركز الإذاعة والتلفزيون المتواجد بقصر الأمم (نادي الصنوبر)، أكد السيد تقية أنها تتم في ظروف عادية، مشيرا إلى أن بعض المرشحين ضيعوا الأوقات المخصصة لهم حسب جدول التدخلات الذي حدد بكل نزاهة وشفافية من خلال عملية القرعة وهذا لأعذار مقبولة، سيما بسبب تنقلهم عبر الولايات. في سياق آخر، ذكر السيد تقية أن اللجنة تلقت أكثر من تفويض من ممثلي بعض الأحزاب السياسية من أجل العضوية في اللجان البلدية أو الولائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، واصفا هذا التصرف بالتزوير، بحكم أن التفويض يجب أن يمنح من طرف المسؤول الأول للحزب وليس غيره.وإذ أكد أنه يجب أن يكون لكل حزب مفوض واحد فقط في كل لجنة، أشار تقية إلى أن مسألة منح الاعتماد (التفويض) من جهة غير رسمية أو مسؤولية ''سيعالجها القانون''، مؤكدا أنهئفي حالة ثبوت التزوير سيطرد المزور من اللجنة وسيتابع قانونيا. ورفض رئيس اللجنة المستقلة وصف بعض الصحف الوطنية لبعض المترشحين لرئاسيات أفريل بالأرانب، حيث أكد أن هذا أمر غير مقبول، سيما وأن المجلس الدستوري أعطي لهم صفة المرشح ووضعهم في مستوى واحد