رهان الوزيرة على "القدس عاصمة الثقافية العربية" علمت "الشروق اليومي" من مصادر موثوقة أن المفاوضات جارية منذ مدة بين الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبين أبرز الأسماء الفنية العربية والعالمية التي ستراهن عليها الجزائر إحياء ل "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية"، وسيكون كل من مهرجاني جميلة وتيمڤاد من أهم المحطات التي ستأخذ بعدا وطنيا وفلسطينيا وعربيا وإفريقيا إضافة إلى تكييف طبعة 2009 من الصالون الدولي للكتاب مع الحدث. * ضبطت وزارة الثقافة البرنامج النهائي لتظاهرة القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية التي ستنطلق فعالياتها رسميا في الجزائر ابتداء من تاريخ الخامس والعشرين من شهر أفريل الجاري. البرنامج سطرته الوزارة بالتنسيق مع كل ولايات الوطن ودشنه حفل الافتتاح الجزائري قبل أيام بقاعة الموڤار، وعرف حضورا رسميا وشعبيا معتبرا، وأحيته الفنانة الفلسطينية ريم بنا التي مزجت بين أصالة الفن الفلسطيني ومعاصرة الآلات الموسيقية مع المحافظة على روح الدبكة وحكي الأجداد. * مفردات التظاهرة متنوعة وثرية، حيث سعت كل ولاية إلى تقديم الأفضل ثقافيا للقضية الفلسطينية من خلال استضافة أسماء أدبية وشعرية فلسطينية، إضافة إلى ندوات تديرها شخصيات أكاديمية وأخرى تاريخية ستحاول التقريب بين النضالين الجزائريوالفلسطيني عبر التاريخ، خاصة وأن أسماء جزائرية ارتبطت بأرض أورشليم منذ عهد صلاح الدين الأيوبي على غرار سيدي بومدين الغوت. * وسيكون للفن الرابع حضور قوي، حيث ستكون القضية الفلسطينية أميرة خشبات الفضاءات الثقافية والمسرحية الموزعة عبر كل التراب الوطني بشرقه وغربة ووسطه وحتى أقصى نقطة في جنوبه، حيث ستختلف زوايا تناول القضية من ركح لآخر ولكنها ستشترك في نقل معاناة شعب بريء لا ذنب له إلا أنه رفض التنازل عن أرضه لدخيل غاشم يدعي أحقيته فيها بمسلسل أكاذيب وهمجية لا ينتهي حصد النساء والأطفال والشيوخ واستهدف القيادات في حركات المقاومة، ورغم ذلك لا زال الفلسطينيون وسيبقون مراهنين على النفس والنفيس لاسترجاع ما سلب وما دمر. * ستمضي السينما الفلسطينية والثورية حضورها في العديد من ولايات الوطن، هذه الأخيرة وزعت بدورها جملة النشاطات على مختلف بلدياتها ودوائرها في إطار ضمان الانتشار الواسع وإسماع صوت احتفالية القدس. * ويتضمن برنامج التظاهرة أيضا وقفات خاصة مع فلسطين، ستترجم في العديد من التقاليد الثقافية والفنية في الجزائر على غرار الصالون الدولي للكتاب ومهرجاني جميلة وتيمڤاد، هذا الأخير المتزامن مع المهرجان الإفريقي سيصنع تنوعا ثقافيا وحضاريا آخر، تكون خلاله فلسطين قطعة إفريقية سيصنعها التمازج والانسجام بين المثقفين من القارتين، إضافة إلى الملتقى الدولي الذي سيضع القدس تحت مجهر التاريخ، ومعرض ضخم للشاعر الراحل محمود درويش، ومعرض للفنون التقليدية الفلسطينية، ومعرض للصور الفوتوغرافية حول فلسطين، وتسجيل مجموعة من الأغاني الجزائرية حول فلسطين وتكييف المهرجان الوطني والدولي للمسرح المحترف مع المناسبة. * وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر جندت منذ سنتين إمكانياتها المادية والبشرية حتى تكون في مستوى الحدث، وتقدم للفلسطينيين الفضاء اللازم للتحدي الثقافي، الذي عجزت الصهيونية عن تقديم البديل عنه فلجأت إلى طمسه وتدميره، ونادت بتهويد القدس متناسية أن الأمة الإسلامية والعربية بالمرصاد وأن الهوية الثقافية الفلسطينية التي حرمها الجبروت من الظهور سينصفها التاريخ دائما. *