قال عبد الله البدري، الأمين العام لمنظمة الأقطار المصدرة للبترول "أوبك"، إن المنظمة ترغب في بلوغ سعر برميل النفط مستوى يفوق 70 دولارا، مضيفا أن بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية عند 50 دولارا للبرميل ستكون له عواقب وخيمة على الاستثمارات الحالية والمستقبلية في قطاع المحروقات. * * وأوضح البدري الذي كان يتحدث خلال مؤتمر مشترك عقده في العاصمة الجزائر مع وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أن "المستويات الحالية للأسعار عند 50 دولارا لا تكفي لتغطية تكاليف الاستثمارات الحالية والمستقبلية وستؤثر سلبا على إمدات النفط في السنوات القادمة، قبل أن يضيف أن المستوى المعقول والمقبول من جميع أعضاء المنظمة يجب أن يكون فوق 70 دولارا للبرميل". * وقال البدري، إن عدد المشاريع الطاقوية التي تقرر تأجيلها إلى ما بعد 2013 بسبب الأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار البترول بلغ 35 مشروعا من بين 165 مشروع طاقوي لزيادة الإنتاج في دول الأوبك، وتسببت الأزمة المالية العالمية وتراجع مداخيل بلدان الأوبك في تأجيل تسليم عدد كبير من المشاريع بمعدل عامين إلى ثلاث سنوات إضافية. * وبخصوص الاجتماع القادم للمنظمة في 28 ماي القادم، بفيينا، أشار البدري إلى وجود مؤشرات إيجابية في إمكانية تحقيق الاقتصاد العالمي لحالات تعافي على بساطتها، مضيفا أن الأوبك ستأخذ ذلك في الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار بخفض الإنتاج أو الذهاب نحو الاحتفاظ بسقف الإنتاج الحالي، وقال البدري، إن وضع الاقتصاد العالمي سيحدد ما إذا كانت المنظمة ستخفض الإنتاج في اجتماعها القادم، مؤكدا أنها المنظمة لن تتوانى في اتخاذ أي قرار جديد لتحقيق استقرار السوق. * من جهته، توقع وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل، ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولارا نهاية العام الجاري، وقال خليل، إن مستوى المخزونات الحالي يقدر ب60 يوما وهو مستوى مرتفع جدا بالمقارنة مع المستوى المستهدف من طرف منظمة الدول المصدرة للنفط المقدر ب52 يوما، مضيفا أن "كل السيناريوهات التي رأيناها (بخصوص الاقتصاد العالمي) ثم التحليل الحالي للسوق، فإن أسعار البترول قد تصل إلى 60 دولارا للبرميل في نهاية 2009". * وأكد الأمين العام لمنظمة الأوبك، أن المنظمة لن تتوانى في المضي نحو خفض جديد للإنتاج إذا لاحظت ضغوطا أكثر على السوق البترولية الدولية في الأشهر القادمة وفي مقدمتها استمرار حالة الركود التي يعاني منها الاقتصاد العالمي. * وقال البدري، إن توقعات المنظمة متناسبة جدا مع أوضاع السوق البترولية العالمية، منتقدا توقعات الوكالة الدولية للطاقة التي وصفها بالمبالغ فيها. مضيفا أن منظمة الأوبك عدلت توقعاتها الخاصة بالطلب العالمي على النفط الخاصة بالعام الجاري منتصف أفريل بنحو 1.37 مليون برميل يوميا سنة 2009، في حين قدرت الوكالة الدولية للطاقة تراجع الطلب العالمي بنحو 2.4 مليون برميل يوميا. * * 722 برميل يجب سحبها من السوق بسرعة * اعترف الأمين العام لمنظمة الأوبك بوجود التزام ممتاز بقرار الخفض الذي تقرر خلال اجتماع المنظمة بمدينة وهران غرب الجزائر في 24 ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن التزام الدول الأعضاء بتخفيضات الإنتاج يقدر ب83 % إلى غاية أفريل الجاري، لكن ينبغي حجب 722 ألف برميل يوميا عن السوق لتحقيق الامتثال الكامل لقرار المنظمة بوهران. * واستطرد البدري بالقول إنه يأمل في تحقيق نسبة امتثال في حدود 95 % للقرار الذي يوصف بالتاريخي كونه منع انهيار الأسعار إلى ما دون 30 دولارا للبرميل بسبب الأزمة المالية العالمية. * وتراوحت نسب الالتزام بالخفض الأخير للمنظمة المقرر بمدينة وهران في ديسمبر الأخير بين 70 و100 % بحسب عبد الله البدري. * وكشف أمين عام منظمة الأوبك أن مداخيل دول المنظمة تراجعت بنحو 35 % بالمقارنة مع مداخيل السنة الفارطة التي اعتبرها بالاستثنائية، مضيفا أن معدل أسعار برميل النفط بين 2002 و2008 قدر ب54 دولارا للبرميل.