عاد التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى ممارسة الإبتزاز والمساومة المرفوقين بالتهديد والوعيد، وذلك من أجل تحقيق أهداف إعلامية ولفت انتباه الرأي العام الدولي من خلال شبكة أنترنيت تبقى بعض منتدياتها ومواقعها العنكبوتية تحت تصرف الإرهابيين وبقايا رؤوس ومنظري الجماعات المسلحة. * * "مقايضة" تنظيم "الجماعة السلفية" تحرير رهينة بريطانية مخطوفة، بأحد عرّابي ومفتيي المجازر الجماعية في الجزائر، المدعو "أبو قتادة الفلسطيني" المسجون ببريطانيا، تكشف برأي أوساط مراقبة أن تنظيم "درودكال" يكون قد وصل إلى طريق مسدود فيما يتعلق ب "المفاوضات" التي دخل فيها منذ مدة مع بعض الأطراف خارج الحدود الجزائرية، ولذلك فقد لجأ إلى التهديد بتصفية أحد الرهائن المختطفين كوسيلة ضغط وابتزاز لتحقيق بعض أهدافه التي تبقى بعيدة عن اختزالها في إطلاق سراح "أبو قتادة"!. * العشرون يوما أو "المهلة" التي منحتها "الجماعة السلفية" للسلطات البريطانية من أجل "إنقاذ" رعيتها المختطف بالإفراج عن "أبو قتادة"، ستكون كافية لحدوث تطورات و"مفاجآت" في مسار "المفاوضات" التي يريد الخاطفون من ورائها ملء السلة ب "غنائم حرب" تجنيها من عند بعض "الجهات الخارجية" التي حشرت أنفها في القضية وتعوّدت على تسوية مثل هذه الإختطافات وفق خيار "الفدية" بالدولار والأورو، والتي أثبتت الإعترافات والشهادات، أن تلك الأموال تمّ تحويلها إلى تموين وتمويل الإرهابيين لإحياء عمليات القتل والإعتداءات الإرهابية في حق الجزائريين. * المطالبة برأس "أبو قتادة" حيا يرزق، حتى وإن كان سيناريو الإفراج عنه مستبعدا، إلاّ أنه يثبت استراتيجية "ليّ الذراع" التي يتبناها تنظيم "الجماعة السلفية" في لغته التفاوضية بشأن ضحاياه من المختطفين، وهي ليست المرة الأولى، التي يلجأ فيها التنظيم إلى الإبتزاز، حيث طالب من الجزائر عندما اختطف السياح النمساويين في وقت سابق، بالإفراج عن أحد قيادييه السابقين، "عبد الرزاق البارا" نظير تحرير الرهائن، إلاّ أن تمسك الجزائر برفض أي مفاوضات مع الإرهابيين والتنازل أو الإستسلام لتهديداتهم، لم ينته بالإفراج عن "عماري صايفي" وإنما إنتهى باستفادة الخاطفين من فدية دفعتها "أياد أجنبية" باسم مبررات كانت عذرا أقبح من ذنب. * عودة "فريق" داخل "الجماعة السلفية" إلى مقايضة الرهائن والمختطفين برؤوس التنظير والإفتاء الإرهابي، يعكس من جهة أخرى، حسب ما يسجله مراقبون، إفلاس "هيئة أركان" المسلحين عن إيجاد بدائل على المقاس، تكون متواجدة خارج السجون، بوسعها أن تضخ نفسا جديدا وسط اليائسين والراغبين في التوبة والتخلي عن النشاط المسلح مقابل الإستفادة من تدابير السلم قدوة بمئات التائبين الذين تحدوا الخوف والتخويف وعادوا إلى المجتمع وفق ما تنص عليه القوانين السارية المفعول. * وفي انتظار اتضاح "موقف" السلطات البريطانية، يبقى من الغريب حسب ما سجله متابعون، الإفراج عن أربعة رهائن، نهاية الأسبوع الماضي، في ظروف مبهمة، موازاة مع الإحتفاظ برهينتين فقط، بينهما البريطانية التي "يقايضها" الإرهابيون بالمدعو "أبو قتادة"!