سارعت "قاعدة بلاد الرافدين"، في بيان لها، نشرته عبر موقعها في شبكة الأنترنيت، إلى "مباركة" الإعتداء المسلح ببوشاوي، الذي تبناه التنظيم الإرهابي المسلح المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقال البيان الذي إطلعت عليه "الشروق اليومي"، أمس، "وفق إخواننا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر من إستهداف العاملين في الشركة الأمريكية براون روت أند كوندور يوم الأحد الماضي"(..) ! وجدّد تنظيم "القاعدة" في العراق، دعوته لتنظيم "الجماعة السلفية" في الجزائر، لمواصلة إستهداف الأجانب، "كما ندعوا إلى إستهداف المصالح الصليبية في كل مكانٍ على أرض الإسلام ثأراً لما يلاقيه إخوانكم على أيدي الصليبيين في العراق وأفغانستان" ! بيان "قاعدة بلاد الرافدين"، جاء بعد بيان سابق، تبنت فيه "الجماعة السلفية" إعتداء بوشاوي الذي إستهدف بحر الأسبوع المنصرم، حافلة تنقل عمالا من جنسيات لبنانية وبريطانية وأمريكية وكندية، إضافة إلى جزائريين، وقد خلف الإعتداء الأول من نوعه بعد سنوات، قتيلين و 9 جرحى غادروا كلهم المستشفى، وأكد بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أنه تمّ فتح تحقيق، لتحديد "طبيعة ومصدر القنبلة". وكان التنظيم الإرهابي، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، قد توعّد في بيانات سابقة، بإستهداف وتصفية العمال الأجانب العاملين بالجزائر، وفي مقدمتهم الأمريكيين الذين يعملون في الصحراء، وجاءت عملية بوشاوي، لتؤكد رغبة هذا التنظيم في تقديم عرابين الولاء والطاعة لتنظيم "القاعدة"، التي أعلنت قبل أسابيع عن إلتحاق "الجماعة السلفية" بصفوفها، كما جاء إعتداء بوشاوي، ليؤكّد حسب أوساط مراقبة، بحث "الجماعة السلفية" عن صدى خارجي وتشهير إعلامي يعطي الإنطباع للرأي العام الدولي، بأنها مازالت "قوية" من خلال تنفيذ تهديداتها ضدّ المصالح الأجنبية بالجزائر، وقد دفعت هذه العملية بعض الدول، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية إللى مطالبة رعاياها في الجزائر بتوخي الحيطة والحذر. "مباركة" تنظيم "القاعدة" في العراق، للعملية الإرهابية التي تبنتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يعكس برأي مراقبين للملف الأمني، حقيقة العلاقات بين التنظيمين كشبكة عالمية، وكان البنتاغون الأمريكي، قد أدرج قبل عدة أشهر، "الجماعة السلفية" في قائمة التنظيمات الإرهابية العالمية، موازاة مع تفعيل التنسيق الأمني والتعاون العسكري بين واشنطنوالجزائر، بهدف محاربة التنظيمات المسلحة بالصحراء الكبرى ودول الساحل، وقد نظمت لهذا الغرض، قوات تابعة للحلف الأطلسي، في وقت سابق، تمرينات ومناورات عسكرية بالمنطقة لمحاصرة تحركات الإرهابيين عبر الحدود البرية بين الجزائر ومالي وليبيا وموريطانيا، كبوابة لنشاط شبكات الإرهاب وبارونات المخدرات وتهريب السلاح. تقرّب "الجماعة السلفية" من "قاعدة بلاد الرافدين"، قرأه بيانها الذي أصدرته في جويلية 2005، وحمل عنوان "رسالة عاجلة إلى المقاتلين في بلاد الرافدين"، بعد عملية إختطاف الديبلوماسيين الجزائريين بالعراق، المرحومان عز الدين بلقاضي وعلي بلعروسي، حيث عبرت "الجماعة السلفية" عن "فرحها وسرورها" للعملية ودعت المختطفين إلى تصفيتهما بعد تصويرهما وتكرار معهما سيناريو الديبلوماسي المصري، وكانت جماعة أبو مصعب الزرقاوي، أنذاك، نشرت على شبكة الأنترنيت شريطا مصوّرا يُظهر الفقيدين بلعروسي وبلقاضي معصوبا العينين، موازاة مع تأكيد تنظيم "القاعدة" في العراق، في بيان له، أنه سيقتل الدبلوماسيين الجزائريين. ج/لعلامي: [email protected]