ح.م باعت ذهبها وكل ما تملك واضعة هدفا واحدا نصب عينيها: رؤية فلذة كبدها الذي لم تلمحه منذ 15 عاما، تقول إنه لو كان ميتا لارتاحت ولو كان بعده رغبة منه لكان الهم أقل ألما، لم تنسه فهو في سجن يبعد عنها آلاف الكيلومترات، وهي في سجن آخر من شوقه، وكلا السجينين لا يختلفان في الحزن والحسرة. * السيدة بن عبد الله علجية، ما كان أحد ليتصور أن هذه العجوز التي فاق عمرها 70 عاما مع مرض أعياها لسنين أن تتمكن من الذهاب وبمفردها إلى دبي، لكن قوة الأم أكبر من كل شيء، فقلب الأم تحدى مشاق أزيد من سبع ساعات في الطائرة وعدم معرفة أي شيئ عن بلد يصعب حتى على المتعلمين الأصحاء. * فقر العائلة التي تقطن ولاية بسكرة وافتقاد المعيل منع الأم من رؤية الابن الذي تغرّب في ليبيا ثلاث سنوات، وغيّبته 12 سنة في سجن دبي. وهنا تعود قضية الابن نبيل حشاني إلى سنة 1997 حيث حكم عليه بالسجن المؤبد بجريمة اتهم فيها بقتل رعية ألمانية، ويقضي من حكم عليه بهذا الحكم فترة 25 سنة حسب قوانين البلد. * منظر لقاء الأم بولدها أبكى الجميع ضباط الشرطة وأعوان السجن ومن رافق الأم من بعض أفراد القنصلية الجزائرية، حيث عجزت الوالدة عن الحديث غير مصدقة أنها ترى نبيل الذي كاد أن يغمى عليه بعد ظنّه أن أمنية رؤية وجه أمّه صارت مستحيلة. وتحول البكاء والإجهاش بالدموع الى حال لا يمكن وصفها، ولم يتحملها من حضر. * ما يحسب لإدارة سجن دبي مراعاتها لهذا الوضع الإنساني الخاص، حيث سمحت باللقاء المباشر دون حاجز زجاجي، ومنحت للسيدة علجية فرص لقاء ابنها أكثر من مرة خلال الأسبوع وطيلة الأيام التي ستمكثها في دبي. * ويطلب نبيل، أقدم سجين جزائري في الإمارات، الاستفادة من قوانين التخفيف ليتمكن من رؤية بقية أسرته، والبقاء جنب والدة أثقلها الكبر والمرض وفقدان فلذة الكبد. * ويشار إلى أن هناك إمكانية ليتحقق حلمه، فبعد 12 عاما قضاها خلف القضبان يمكن الاستفادة من إعفاء مشروط بسماح من عائلة الفقيدة الألمانية، وإعفاء من دون اشتراط هذا الإجراء اذا مرّ من فترة العقوبة 13 عاما، وهي الفترة لم يتبق منها سوى بضعة شهور بالنسبة لنبيل. * كما أن السلوك المثالي للسجين الجزائري، الذي يشهد الجميع التزامه وأخلاقة الحسنة داخل السجن مع حفظه لأجزاء من القرآن الكريم، يدعم إمكانية إطلاق سراحه. وفي هذا الصدد، صرح السيد فتوح اعمر، القنصل المساعد في دبي، للشروق اليومي، أن كل الجهود تبذل لاستفادة نبيل من العفو والتخفيف عن طريق بحث الحصول على سماح من العائلة الألمانية وكذا التوسط لدى السلطات الإماراتية لبحث الحلول المناسبة. *