كل الوعود التي تلقاها المفاوض الفلسطيني عن مستقبل العملية السياسية مرهونة ببقاء أولمرت في سدة الحكم وبوعد بوش.. وهكذا ترهن القضية الفلسطينية بكل تفصيلاتها بمزاج رئيس أمريكي وبحراك سياسي بين اللصوص في الكيان الصهيوني.. * رئيس أمريكي ليس له من المناقبية سوى الكذب والجبن والعنف وعداء مستفحل في نفسيته لكل قيم الفضيلة ورئيس حكومة إسرائيلي هزيل لا يجيد سوى النصب والرشاوى ..في يد هؤلاء توضع ملفات القضية المقدسة فلسطين. * المحزن حقا ان جماعة المقاومة لكي يثبتوا للآخرين أنهم سياسيون ويفهمون في العمل السياسي استجابوا لشروط الهدنة المقترحة عليهم..وقبل ان نرى استجابة إسرائيلية او لا نسأل ماهو مصير المقاومة وما هو مصير فلسطين.. إذا كنا أوقفنا المقاومة لكي يفتحوا لنا المعابر التي يغلقها النظام العربي فماذا بأيدينا لكي نطالب بفلسطين..الأمر نفسه تمارسه السلطة في الضفة الغربية حيث تنتزع السلاح من أيدي المقاومين وتودعه بمراكز شرطة. في فلسطين يحصل العجب العجاب ، وحده الشعب الذي يدفع فاتورة الحصار والمقاومة، ففي الضفة يتحرك قادة السلطة بتصاريح لا تضطرهم للوقوف على الحواجز، بل تسمح لهم بدخول المدن داخل الخط الأخضر هم ومرافقيهم وذويهم.. وفي غزة لا يعيش أي من عناصر حماس والتنظيمات الفلسطينية أي شكل من أنواع الحصار، فالاموال غزيرة بين أيديهم. أما الشعب في الضفة وقطاع غزة فإنه يعصر عصرا جوعا وفقرا وتضييقا على حرياته.. وفي الضفة تقوم أجهزة امن السلطة بمطاردة أبناء حماس وزوجاتهم وتفتح لهم السجون، وفي غزة الأمر نفسه اعتقال لكل من يظن فيه نشاطا لفتح، والتعذيب هنا وهناك يصل في أحيان الى درجة القتل بدم بارد..وهكذا تتناوش الذئاب من كل حدب وصوب لحم الشعب المنهك لكنه البطل. * نظام عربي خانع وفصائل فلسطينية منهمكة في الحفاظ على مكتسباتها الحزبية وأمريكا تسخر من الجميع وإسرائيل تصر ان يعلن الشعب الفلسطيني هزيمته ويحدث له كي للوعي، بحيث يصبح كالفلسطينيين داخل الخط الأخضر لا يجرؤ على استخدام السلاح..وهنا بالضبط ينكشف سر تماطل اسرائيل في الرد على الجهود المصرية بشأن الهدنة..إسرائيل لا تقبل هدنة .. اسرائيل تريد ان يصل الفلسطينيون إلى درجة أن يقصفوا ويقتلوا ويلتزموا الصمت .. حينذاك يمكن قبولهم مؤقتا..فهل يقلع الساسة الفلسطينيون عن هذا الملهاة؟ * هاهي النكبة تأتي ذكراها محملة بواقع مأساوي للشعب والقضية .. ولكن هذا كله نصف الحقيقة.. أما نصفها الآخر يتمثل في الانهيار المعنوي للمشروع الصهيوني ولسقوط الإجماع الصهيوني وتولد الأسئلة الوجودية للكيان الصهيوني العنصري من جديد..إن النصف الآخر للحقيقة يقول إن الكيان الصهيوني غير مؤهل للبقاء.