في غياب المسابح هذا ما تبقى للأطفال أكثر من 05 آلاف رأس خنزير تشرب من مياه الخنادق تسجيل أزيد من 300 حالة إصابة بالتفوئيد السنوات الماضية تحوّلت خنادق واحات النخيل بورڤلة والتي عادة ما تلجأ إليها قطعان الخنازير للشرب من مياهها الملوثة، قبلة للاستجمام من طرف الأطفال والمراهقين في ظروف صحية صعبة تنبئ بخطورة الوضعية في ظل التزام الجهات الوصية الصمت حيال هذه المشاهد المتكررة مع مقربة كل صيف، وأمام نقص مرافق الترفيه كالمسابح ومحدودية أماكن التوجه إلى الولايات السياحية للاستمتاع بزرقة البحر صيفا. فأين تصرف الملايير يا ترى؟ * تشير بعض المصادر إلى وجود أكثر من 5 آلاف رأس خنزير تكاثرت بصورة كبيرة السنوات الأخيرة بالمنطقة الواحاتية بينما عجزت المصالح المعنية على إحصائها أو معرفة حتى خطورتها وما قد تخلفه من أضرار على البيئة والأشخاص ولم تكلف نفسها عناء البحث عن دواعي تكاثر هذا الحيوان الغريب وغير المألوف بالجهة الصحراوية السنوات الماضية. واكتفت الدوائر المختصة بوضع إشارة مرور موجهة لفائدة السائقين تحذر من وجود الحيوان ذاته بواحات النخيل على مستوى الطريق الرابط بين وسط المدينة وبلدية عين البيضاء. وفي ذات السياق كشفت نفس المراجع أن بقاء الأطفال يسبحون بهذه الطريقة في منابع أضحت موردا للخنازير يشكل خطرا على حياتهم، ومن المرجح إصابتهم بداء انفلونزا الخنازير والذي أصاب 2371 شخص والعشرات منهم في ظرف وجيز عبر العالم، كما قتل 149 شخص بالمكسيك لوحدها، ومنه حذرت ذات المصادر السلطات المحلية مما قد تؤول إليه الحالة المسكوت عنها وما قد ينجر عنها من عواقب وخيمة أكثر من حالات مرض التفوئيد الذي شهد انتشارا غير مسبوق بمناطق الجنوب الأعوام المنقضية. * يتوجه الأطفال بعد إتمام الامتحانات وانتهاء الموسم الدراسي إلى المواقع نفسها بحثا عن الراحة واللعب دون معرفة مصيرهم المجهول والذي يكون إما الموت غرقا أو الإصابة بمرض خبيث يكلف الأسرة نفقات مالية ضخمة وبدون نتيجة، وهو ما سجل سابقا في أزيد من بلدية خاصة خلال فصل الصيف، حيث تتعدى درجة الحرارة 49 درجة مئوية تحت الظل ناهيك عن شعور الفئة ذاتها باليأس والفراغ القاتل في ظل نقص أماكن الترفيه والمسابح، مما دفع بعديد منهم سيما أبناء العائلات المعوزة اللجوء إلى السباحة في الخنادق الملوثة بين الضفادع والأشواك وبقايا الخنازير والتي تسرح بين الضفاف، كما يتوجه الأطفال نحو النافورات المنتشرة عبر نقاط عدة وجهات أخرى معزولة وغير محروسة، مما يعرض بعض الأطفال تحت سن العاشرة إلى جملة من المخاطر منها أمراض العيون والأنف والحنجرة وكذا الحساسية المفرطة مع ضعف الرقابة على المناطق المذكورة، حيث يكون الطفل عرضة التحرشات الجنسية وتعلم السرقة وسلوكيات منحرفة كالتدخين وتعاطي المخدرات والخمور منها "البروشكا" المصنوعة محليا بمواد خطيرة جدا على الصحة العمومية. * وتعد الغابات مرتعا للمخمورين والشواذ حيث أصبحت الخنادق المخصصة لصرف مياه النخيل بمثابة مستنقعات جديدة للترويح عن النفس مع اشتداد الحرارة، وهو ما وقفت عليه الشروق اليومي في أكثر من مكان تنعدم فيه شروط النظافة مما سينعكس سلبا على صحة الشريحة نفسها المعرضة للإصابة بجميع الأمراض المنتقلة عبر المياه، ويطلق بعض الأطفال على أنفسهم تسمية "المغامرون"، في وقت سبق للمصالح الصحية وأن أحصت في غضون ثلاث سنوات أكثر من 300 حالة تيفوئيد أغلبها في منطقة تماسين والمقارين وبلدة عمر بوادي ريغ، بالإضافة إلى تسجيل أمراض جلدية ثانية ومع ذلك لازال أطفال هذه المنطقة يفضلون الخنادق المحاذية لمساكنهم للتقليل من شدة الحرارة الملتهبة. وما زاد من انتشار هذه الظاهرة، عجزت الإدارة الوصية عن احتواء الموقف المتشنج والذي قد يعصف بحياة البراءة ويحوّلها إلى جحيم.