يعيش أطفال ورقلة خلال هذا الصيف، الذي وصلت درجة حرارته منذ أيام سقف ال48 درجة مئوية تحت الظل، حالةً من اليأس والفراغ القاتل بعد إنهاء الموسم الدراسي وأمام نقص أماكن الترفيه والمسابح، مما دفع بالعديد منهم - لاسيما أبناء العائلات المعوزة - إلى اللجوء إلى السباحة في الخنادق بواحات النخيل والمستنقعات وحتى النافورات المنتشرة في الساحات العمومية. هذه الوضعية انعكست بالسلب على صحة هؤلاء الأطفال "المغامرون"، حيث سبق للمصالح الصحية أن سجلت في غضون ثلاثة سنوات أكثر من 200 حالة تيفوئيد أغلبها في منطقة تماسين، ومع ذلك لازال أطفال هذه المنطقة يفضلون إلى غاية اليوم مياه البحيرات المحاذية لمساكنهم للتقليل من الحرارة الملتهبة. وما زاد من انتشار هذه الظاهرة، تماطل المصالح الإدارية بولايات الشمال في عدم الرد على طلبات دور الشباب والدوائر المكلفة بعمليات التخييم رغم الاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن، فضلا على أن مخيمات ولايات الجنوب غالبا ما تبرمج في مناطق شمالية معزولة تفتقر للعديد من الإمكانيات مما يقلل من نسبة الفئات المستفيدة من هذه العملية مرة واحدة كل سنة. ورغم المراسلات التي ترفع في كل مرة من قبل الإدارة المحلية بداية من شهر مارس إلى ولايات شمال وغرب البلاد في إطار التعاون في الشق الإجتماعي للحصول على موافقة استضافة الشريحة المذكورة والتقليل من حدة الأزمة المسجلة منذ سنوات في هذا الجانب، إلا أن التأخر في إيجاد حلول نهائية لمثل هذه المعاناة زاد من تفاقم الوضع كما ساهم في تزايد عدد الأطفال المقبلين على الاستجمام في مواقع باتت تهددهم بالأمراض الفتاكة. حكيم عزي