فقيد هذه الأمة.. الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يصل الدكتور علاء الغزالي، نجل الشيخ المرحوم محمد الغزالي، إلى مدينة قسنطينة للمشاركة في حفل تكريم الشيخ محمد الغزالي بالمدينة التي عاش فيها خمس سنوات كاملة قبل مغادرتها لأسباب صحية عام 1989 وظل يذكرها ويذكر الجزائر بخير إلى أن وافته المنية عام 1996. ويشارك في هذه الاحتفالية التي تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمان شيبان وعمار طالبي والمفكر المصري عبد الحليم عويس إضافة إلى محمد جعيجع ونجيب بن خيرة، وهذا صباح غد الخميس بجامعة الأمير عبد القادر.وكان الشيخ محمد الغزالي قد عمل في قسنطينة منذ 1984 حيث كان يقطن في فيلا صغيرة مقابلة للجامعة بها صالون وغرفتان، وبقي لوحده لمدة أربع سنوات، لكن في سنته الأخيرة ولأسباب صحية لحقت به أصغر بناته، إلى أن قرر مغادرة الجزائر نهاية الموسم الجامعي (88 - 1989) في موكب غلبت عليه الدموع، ويذكر تلامذته ما قدمه الشيخ للجامعة رفقة القرضاوي، حيث كان يستقبل يوميا في بيته المئات من الجزائريين، وكان يأخذ فطور رمضان الذي تحضره له طباخته الخاصة إلى ورشات إكمال إنجاز الجامعة ويتناول فطوره معهم، ورغم الاستفزازات التي كانت تصل الشيخ على المباشر إلى درجة اتهامه بالعمالة للشاذلي بن جديد، فإنه حفاظ على حبه للجزائر وبكى عندما زاره عميد الجامعة الأسبق رابح دوب بالقاهرة، وقال له إن تلامذته أنشؤوا ناديا باسمه، ويحتفظ أبناؤه (5 بنات وولدان) لحد الآن بعدد من الهدايا والذكريات التي تحصل عليها الشيخ على مدى خمس سنوات من الجزائريين الذين أحبوه وأحبوا إطلالته التلفزيونية المتميزة في الثمانينيات قبل أن تعم الفتنة الجزائر وكامل البلاد الإسلامية.