يرى توماس فريدمان أن ما يحدث الآن فى الشرق الأوسط مقدمة لحرب باردة جديدة سوف تشتعل مرة أخرى فى هذه المنطقة الملتهبة من العالم، فالرئيس القادم للولايات المتحدة - بحسب وصف فريدمان - سيكون رئيسا لفترة حرب باردة ستواجهها أمريكا فى المستقبل القريب. * وفي مقال كتبه لصحيفة "نيويورك تايمز"، يقول فريدمان أن ما تشهده المنطقة من حوادث عنف وتمرد - من وجهة النظر الأمريكية - هو عبارة عن صراع من اجل مناطق النفوذ والسيطرة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها المقربين من الدول العربية السنية وإسرائيل من جهة، فى مواجهة التحالف الإيراني-السوري ومن معهم ولا سيّما "حزب الله" من جهة أخرى. ويشير الكاتب في هذا الصدد الى ما ساقته احدى الصحف اليومية الإيرانية الكبرى التى أكدت أن صراع النفوذ في المنطقة الآن ينحصر بين فريقين فقط هما: الولاياتالمتحدةوإيران.. ويرى فريدمان أن الولاياتالمتحدة فى الوقت الحالي تخسر على جميع الجبهات، حيث أن إيران وقادتها يتّسمون بالذكاء الشديد، بينما يتّسم سلوك واشنطن بالغباء والضعف الشديد، أما حال حلفائها من الدول العربية السنية فليس أفضل بكثير، فهي دول عاجزة ومنقسمة على نفسها. * ويبني فريدمان استنتاجه على أن إيران استطاعت خلال الفترة الماضية من بناء شبكة نفوذ مؤثرة وقوية فى بقاع مختلفة داخل منطقة الشرق الأوسط، بدًءا من السيطرة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلى التحكم فى تحركات الميليشيات الشيعية فى العراق، فضلا عن مساعدة ودعم "حزب الله" وتزويده بالأسلحة خصوصا الصواريخ، ودعمها الكبير لحركة "حماس" فى قطاع غزة وسيطرتها عليه، وإجهاض أية جهود تدعمها الولاياتالمتحدة من اجل إقرار السلام فى منطقة الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبالتالي استطاعت إيران تثبيت نفسها في موضع يجعل من يفكر فى مهاجمتها أو مهاجمة منشآتها النووية في موقف لا يحسد عليه ويفكر كثيرا قبل شن أي هجوم عليها، لأن مثل هذا الهجوم سوف يدفع المنطقة إلى فوضى كبيرة تنتشر فى أماكن مختلفة فى الإقليم في لبنان وفلسطين والعراق ودول الخليج. *