هل ستكون رحلة العودة بهذه الإبتسامة ؟؟ إما بهجة النفوس أو نكسة تفسد الأعراس، هذا هو السيناريو المتوقع بعد الثالثة من زوال اليوم بكافة المدن الجزائرية، لكن بزامبيا وبالضبط بمدينة تشيليلابومبي الأمر مختلف.. * * فالكل يضبط عقارب ساعته على الثانية بالتوقيت المحلي (الواحدة بالتوقيت الجزائري) ترقبا لمباراة رائدي ترتيب المجموعة الثالثة في التصفيات المزدوجة للمونديال وكأس افريقيا. * تضع الحرب النفسية أوزارها، وتجف الأقلام طيلة التسعين دقيقة تزامنا مع مواجهة الجزائر وزامبيا في مباراة تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل التي تجعل منها لقاءً واعدا، لكن بعض الظروف المحيطة تؤشر إلى أن المأمورية ستكون صعبة والحذر أكبر. * ويتطلع كل منتخب إلى تحقيق النقاط الثلاث للمباراة التي تجعله مؤهلا بشكل كبير لنهائيات كأس إفريقيا، كما أنها تفتح الأبواب على مصراعيها للمنافسة بشدة من أجل الوصول إلى المونديال. * * بنفس تشكيلة مصر للعودة بالنصر * يدخل المنتخب الوطني مباراة اليوم ومعالمه واضحة فوق أرضية الميدان من خلال الاعتماد على نفس التشكيل والتوزيع التكتيكي الذي حقق به النصر المبين أمام مصر. * وربما يدرك المدرب الوطني أن الخلطة السحرية التي تخطى بها مصر، قد تكون مناسبة من منطلق »لا يمكن تغيير تشكيلة تحقق الانتصارات« لكن وفق معطيات جديدة. * وكان المدرب الوطني قد جرب عدة خطط تجاوب معها اللاعبون، وينتظر أن يكون ملعب كونكولا مسرحا لتطبيقها. * * خطة هجومية بلمسة دفاعية * وتبدو خطة 3-5-2 التي سينتهجها أشبال سعدان من أبرز الخطط الحديثة التي تركز على السيطرة على وسط الميدان والاندفاع نحو الهجوم، لكن هذه المرة ستكون بنية دفاعية. * ويقول رفيق حليش للشروق »تدربنا جيدا على خطة المباراة ونتمنى أن تكون الظروف مواتية لتجسديها وإذا حدث وأن طبقت تعليمات المدرب فإننا حتما سنعود بالفوز«. * أسهم «الخضر» في ارتفاع نحو المونديال ومعنويا يبدو لاعبو الخضر جاهزين للمباراة، مثلما يؤكده المدرب المساعد زهير جلول. وتبدو الرغبة في الفوز واضحة من خلال تصريح عنتر يحي للشروق مباشرة بعد وصوله لمطار ندولا بالقول «سنعود بالفوز من زامبيا». * ويقول مطمور إن ظروف اللقاء ستكون عاملا فاصلا في تحديد نتيجتها وهي معطيات تؤكد بأن هناك حالة من الخوف والتوجس من مهاجمي المنتخب ولو لحين. * * صايفي يعود كجوكير وبوقرة كلمة السر * وتشهد تشكيلة الخضر عودة رفيق صايفي بعد أن غاب عن مباراة مصر بداعي الإيقاف، لكن عودة صايفي ستكون من مقاعد الاحتياط، حيث يتطلع سعدان ليجعل منه جوكيرا حقيقيا يدرج في الشوط الثاني لقلب الموازين. * وكانت التدريبات السابقة قد شهدت تألقا لافتا لصايفي الذي وضع المدرب الوطني في حيرة من أمره بعد أن قرر وضعه في كرسي الاحتياط قبل أيام. * ويعتمد كثيرا المدرب الوطني على مفاتيح اللعب الممثلة في مجيد بوقرة الذي سيسعى إلى القيام بالدور الدفاعي والهجومي إذا تحينت الفرصة، علما أن نقطة قوة الفريق المنافس هي الهجوم. * وسيكون لبلحاج ومطمور دور السيطرة المطلقة على الرواقين، بينما سيتولى زياني المسؤولية في وسط الميدان في كسر الهجمات والربط بين كافة الخطوط وصناعة اللعب في آن واحد وهي مهمة رغم مشاقها لا تبدو غريبة عن زياني. * * عودة الدفاع الزامبي * وفي تشكيلة المنتخب الزامبي، فإن مباراة الخضر الحاسمة سيلعبها بتعداد منقح بعد عودة ثنائي الدفاع المصاب جيمي شيزانقا وصاحب الخبرة شينتو. * وستكون لعودة كامبامبا سينتو والملقب ب»موديبو« وزن كبير للدفاع الزامبي، بالنظر إلى خبرته التي ستنقص من ثقل الحمل على المدافعين الشباب للشيبولوبولو. * وبينما يعاني الزامبيون وَهَنًا كبيرا في محور الدفاع والكرات العالية بسبب نقص القامة، فإن نقطة القوة في هذا الفريق السرعة الفائقة لمهاجميه كاتونغو ومولينقا، ما جعلهما قوة قادرة على قلب الطاولة في وجه الخضر في أية لحظة من لحظات اللقاء. * * حرب العلاوات * بين المنتخبين اشتعل الصراع حول قيمة علاوة الفوز، ففي وقت فضل مسؤولو المنتخب الوطني التكتم عن المنحة المالية التي سيتلقاها زملاء زياني في حال الفوز، فإن السلم القانوني لرواتب ومنح لاعبي الخضر تضعها في حدود 4 آلاف أورو (40 مليون سنيتم) وقد تتضاعف بشكل ملفت مثلما حدث بعد مباراة مصر. * أما على الجانب الآخر، فان المنتخب الزامبي يحظى بدعم رئيس الجمهورية باندا الذي طلب من كل المؤسسات دعم المنتخب بعد أن حددت مكافأة أولية تقدر ب3 آلاف دولار (حوالي 25 مليون سنتيم) لكل لاعب إذا تخطوا حاجز الجزائر. * * من الذاكرة.. هل سيكررها سعدان * وتحمل مواجهة زامبيا الكثير من الذكريات الجميلة في وجود المدرب رابح سعدان، تعود إلى 24 سنة خلت حينما تمكن من العودة بالفوز من هناك وتأشيرة التأهل لمونديال المكسيك 86. * ويتواجد رابح سعدان، وهو في 62 من العمر، في امتحان آخر، لكن من بوابة تشيليلابومبي في محاولة لتكرار الإنجاز السابق لكن بتعداد جديد. * بالمقابل يعتبر المدرب الفرنسي هيرفي رونار مباراة الجزائر منعرجا بالنسبة له في محاولة لصناعة التاريخ وكتابة اسمه في أرشيف المدربين الذين تركوا بصماتهم في افريقيا. * * التشكيلتان المحتملتان: * الجزائر: قاواوي، بوقرة، عنتر يحي، حليش، بلحاج، مطمور، لموشية، منصوري، زياني، غزال، جبور. * زامبيا: موين، موسندا، مبولا، باندا، نايمبي، كاسوندي، سيفوتا، كالابا، فليكس كاتونغون كريس كاتونغو، مولينغا. * * * صلاة ودعوات عشيو لتحقيق الفوز * مباشرة بعد أن حطت الطائرة بمطار ندولا، شمال زامبيا، توجه لاعب الخضر حسين عشيو لأداء فريضة صلاة العصر، لكنه أطال في السجود، وحينما سُئِلَ عن السبب، قال إنه كان يدعو من أجل فوز الخضر على زامبيا وتحقيق حلم المونديال. * * الصحافة الزامبية بقوة في مطار ندولا * حضرت الصحافة الزامبية بشكل مكثف في مطار ندولا من أجل تغطية الحدث وإجراء لقاءات مع اللاعبين، وشهد حضور أزيد من سبعة صحافيين وعدد من المصورين. * * انقطاعات في الكهرباء والانترنت بشق الأنفس * تعيش زامبيا مشكلة كبيرة من خلال الانقطاعات المتكررة للكهرباء، بالإضافة إلى عدم توفر الانترنت سوى في مناطق محدودة جدا، لكن مع ذلك فإن ظروف الإقامة تبدو مريحة للخضر. * * «الخضر» معجبون بظروف الإقامة * أعجب وفد المنتخب الجزائري كثيرا بظروف الإقامة في فندق بروتيا من خلال الفندق المبني على الطريقة الإنجليزية على شكل جناح أرضي يتوفر على كافة ظروف الراحة وتقابله غابة، بالإضافة إلى حراسة أمنية. مع أن الظروف الأمنية في زامبيا مريحة جدا مقارنة بجنوب إفريقيا. * * متاعب البعثة الإعلامية * ظلت البعثة الإعلامية محتجزة لأزيد من نصف ساعة في مطار ندولا بزامبيا بسبب عدم توفرهم على تأشيرات، في ظل غياب ممثلين عن الدبلوماسية الجزائرية، خاصة وأن سفارة زيمبابوي هي التي تتولى شؤون الجزائريين في زامبيا، وحل ممثل السفارة متأخرا حيث اعتمد الإعلاميون على حنكتهم لإقناع السلطات الزامبية بمنحهم تأشيرات الدخول. * * زامبيا تعاين مجددا مواجهة الجزائر مصر * بعد أن تردد بأن المدرب الوطني سيعتمد على نفس التشكيل الذي واجه المنتخب المصري، قرر الفرنسي هيرفي رونار معاينة شريط لقاء الخضر مع الفراعنة مجددا في حضور اللاعبين وذلك للوقوف على نقاط القوة والضعف في الخضر. * * وتدربت الخميس بالملعب الرئيسي * أجرى المنتخب الزامبي، أول أمس، آخر تدريب له على الملعب الرئيسي، بينما فضل إقامة الحصة الأخيرة بمحاذاة الفندق الذي يقيم به في تشيليلابومبي.