انتقدت إيران الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسبب تصريحات وصفتها وزارة الخارجية بأنها "تدخل" في شؤونها. وطالب بان كي مون السلطات الإيرانية بوضع حد فوري للاعتقالات والتهديدات واستعمال العنف. * وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية "إن هذه المواقف تتناقض بشكل واضح مع واجبات الأمين العام للأمم المتحدة والقانون الدولي وهي تدخل واضح في الشؤون الداخلية لإيران..". * ودعا بان كي مون في بيان "السلطات إلى احترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية وخصوصا حريات التعبير والتجمع والإعلام". وأولت القوى الغربية اهتماما كبيرا بتداعيات الانتخابات الإيرانية، وجاء الموقف العملي من طرف بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، حيث سارعت إلى استدعاء السفير الإيراني في باريس مرتين من أجل التعبير له عن"قلقها البالغ" إزاء ما يحدث في طهران.وكانت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي دعت الاثنين الدول الأعضاء إلى استدعاء سفراء إيران لديها. واستجابت السويد التي ستتولى انطلاقا من أول جويلية رئاسة الاتحاد الأوروبي لهذا النداء. واتهمت السلطات الإيرانية بعض الدول الأوروبية بالتدخل في شؤونها الداخلية وبالتحديد بريطانيا. * أما الولاياتالمتحدة التي أبدت اهتماما كبيرا بالانتخابات الإيرانية قبل وبعد إجرائها، فقد رأت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن ما يحدث في طهران من احتجاجات ومظاهرات "بداية تغيير" في هذا البلد الإسلامي. وبدورها الدول العربية تتابع بترقب شديد ما يحدث داخل الجمهورية الإسلامية من مظاهرات واحتجاجات منذ الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقد تفاوتت المواقف بين مؤيد لاحتجاجات أنصار مير حسين موسوي وبين معارض لها ومندد بما تسميه القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين، مما خلف سقوط العديد من القتلى والجرحى. وبينما أعلنت سوريا رسميا وعلى لسان وزير خارجيتها وليد لمعلم تضامنها مع السلطات الإيرانية وقولها أن النظام الإيراني لن ينهار، أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة تضامنها مع إيران في رفضها للتدخلات الخارجية، وقال وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في تصريحات صحفية أن جميع الدول في المنطقة في زورق واحد حيث تعتقد أنه ليست هناك مصلحة في تعرض أي دولة لزعزعة استقرارها.. واهتمت وسائل الإعلام السعودية اهتماما كبيرا بما يحدث في طهران ونشرت الصحف صورا للمحتجين الذين تنزف منهم الدماء على صفحاتها الأولى وعرضت قناة العربية الفضائية الكثير من اللقطات. * وبدوره الإعلام المصري الرسمي أعطى حيزا واسعا للمظاهرات الجارية داخل الجمهورية الإسلامية وكتبت صحيفة ّ"الأهرام" على صدر صفحتها الأولى عن غضب الشارع الإيراني وانتفاضته ضد نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري. وعادة ما ينزعج الزعماء العرب الذين يرفضون التداول على السلطة من المظاهرات الجماهيرية ضد زعمائهم. وتوجد حالة من التوتر بين بعض الدول العربية وإيران في عهد محمود أحمدي نجاد وخاصة مصر والسعودية اللتين تتخوفان من ازدياد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعدما أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعداده للحوار مع الجمهورية الإسلامية .