حدد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني امس الثلاثاء السادس والعشرين من جويلية المقبل موعدًا لأداء الرئيس محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية . وقالت هيئة رئاسة مجلس الشورى الإسلامي في إيران :'' مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية ومنح الثقة لأعضاء الحكومة ستكون خلال الفترة من 26 جويلية وحتى التاسع عشر من أوت المقبلين''. ، وجاء إعلان مجلس الشورى بعد قليل من رفض مجلس صيانة الدستور طلبا تقدم به مرشحان خسرا الانتخابات الرئاسية بالغاء الانتخابات بحجة عدم تسجيل عملية الاقتراع تزويرا يمكن ان يؤثر نتيجتها الفعلية. من ناجية أخرى، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات الايرانية بوضع حد فوري للاعتقالات والتهديدات واستعمال العنف ، معربا عن ''صدمته من اعمال العنف التي تلت الانتخابات ، خصوصا من خلال استعمال العنف ضد المدنيين الذي ادى الى سقوط قتلى وجرحى''.ودعا بان كي مون في بيان ''السلطات الى احترام الحقوق المدنية والسياسية الاساسية وخصوصا حريات التعبير والتجمع والاعلام''. وحث كي مون الحكومة والمعارضة الى حل خلافاتهم سلميا عن طريق الحوار والطرق الشرعية. الى ذلك اعرب البيت الابيض عن اسفه للطريقة ''غير العادلة'' التي يتم التعامل بها مع الشعب الايراني وذلك في اعقاب الدعوة التي وجهها الرئيس باراك اوباما الى الحكومة الايرانية لكي تضع حدا ''للعنف والظلم''. في غضون ذلك، ألغت اتحادات طلابية ايرانية تظاهرة كانت دعت اليها أمام السفارة البريطانية في طهران امس الثلاثاء بعدما اعلنت السلطات انها غير مرخص لها. وتجددت المظاهرات في شوارع طهران أول أمس الاثنين وأطلقت شرطة مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع على المئات من أنصار المرشح الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي الذين تحدوا تحذيرات الحرس الثوري بقمع أي مظاهرة جديدة. وتجمع قرابة ألف من أنصار موسوي بميدان هفت تير في طهران للتنديد بما يسمونه تلاعبا بنتائج الانتخابات الرئاسية ، فيما حاصر نحو 500 من قوات الأمن مدعومين بقوات من الباسيج المتظاهرين ، كما اعتقلوا حوالي 60 منهم حسب شهود عيان.. ذلك بُعيد ساعات فقط من التحذير الذي أطلقه الحرس الثوري الإيراني من أنه سيتم قمع أي مظاهرات جديدة تُنظَّم احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية. وكان الحرس الثوري قد أصدر في وقت سابق بيانا قال فيه إنه سيتعامل بطريقة ''ثورية'' مع أي تظاهرات غير مرخَّصة. وذكر البيان أن الحرس الثوري، وهو الجهاز العسكري الأكثر قوَّة ونفوذا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن قواته أمرت المتظاهرين بإنهاء ''أعمال الشغب''، واصفا الاحتجاجات التي قام بها أنصار المرشح الإصلاحي المهزوم في الانتخابات، مير حسين موسوي، بأنها ''مؤامرة أجنبية''. واستهدف تهديد الحرس الثوري ''كبار المسؤولين والعناصر المخدوعة والمغرَّر بها'' الذين حمَّلهم مسؤولية الاضطرابات في البلاد، وقضى خلالها 17 شخصا وأُصيب العشرات بجروح. إلى ذلك، أعلن النائب محمود احمدي بالبرلمان الإيراني أن بلاده ستستدعي مؤقتا سفيرها في بريطانيا ، وذلك عقب اجتماع بين لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي. وقال أحمدي ''خلال اجتماع الامس خلصنا الى استدعاء سفير ايران في لندن لفترة محدودة من الوقت للحصول على بعض التفسيرات وتقرير كامل عن الاحداث والتدخل البريطاني في الشؤون الداخلية لايران'' .، وانتقد نواب إيرانييون مواقف الحكومة البريطانية وتدخلاتها في الاضطرابات الأمنية الأخيرة التي شهدتها العاصمة طهران. الموساد : المظاهرات الإيرانية لا تبشر بالخير لإسرائيل أكد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق افرايم هاليفي ان مستقبل المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها طهران هذه الأيام غير معروف إلاّ انه لا يبشر بالخير لإسرائيل.وتوقع هاليفي لجريدة ''جيروزاليم بوست'' أن تدخل إيران في مرحلة من عدم الاستقرار والفوضى من شأنها أن تعزز قبضة الحرس الثوري في حال فشلت ثورة .2009 ونقلت جريدة ''القدس العربي'' عن مسؤول الموساد السابق في كلمة خلال اجتماع محافظي مجلس الوكالة اليهودية في القدس: ''لا أحد صدق ان نتائج الانتخابات قادرة على إثارة هذا النوع من الأحداث في شوارع طهران ولا أحد يمكنه أن يتوقع كيف سينتهي هذا وما ستكون عليه النتائج النهائية''. ودعا هاليفي إسرائيل إلى الصبر والحذر، مكرراً انه من الصعب توقع ما سيؤول إليه الوضع في إيران ، مشيرًا إلى أن ما تشهده إيران ليس بعيداً عن الثورة.