يواجه الوفد العاصمي المقيم هنا في بولونيا مشكلة عويصة بعد أن تعذر على القائمين عليه تسديد فاتورة التربص كاملة مثلما يصر عليه المنظمون لهذا المعسكر. * ورغم أن المسيرين العاصميين كانوا قد بعثوا بالشطر الأكبر من هذه الفاتورة (21 ألف أورو) منذ الأيام الأولى للتربص، إلا أن ذلك لم يهديء من روع المنظمين البولونيين الذين يصرون على استلام بقية التكاليف المقدرة بتسعة آلاف أورو كاملة وفي أقرب الأوقات. * كل ذلك يضع المشرفين على الوفد الجزائري في ورطة حقيقية، سيما بعد تصاعد الضغوط عليهم من الطرف البولوني، ليبقى الجميع بانتظار الفرج القادم من الجزائر، باعتبار أن إدارة عمروس وعدت بإرسال المبلغ المطلوب خلال الأيام القليلة القادمة، خاصة وأنه لا يزال هناك متسعا من الوقت لتسديد بقية تكاليف التربص الذي لن ينتهي إلا يوم الخميس القادم، لكن الطرف البولوني، وبالأخص المناجير تشيسواف بدأ يفقد صبره، حيث لم يتردد في تصعيد لهجته ذاهبا إلى حد التوّعد باستدعاء الصحافة المحلية لتكون شاهدة على ما وصفه "بالفضيحة". * ولم يتردد الرجل أيضا في التصريح لنا بأنه لم يكن ينتظر أن يعرف نفس المصير مع الإدارة العاصمية وهو الذي تعوّد -على حد قوله- العمل مع الفرق الكبيرة دون أدنى مشكلة، مبديا في الوقت ذاته ندمه لكونه كان وسيطا في إقامة هذا التربص. * ولحسن الحظ أن المدرب الفرنسي لمولودية الجزائر ألان ميشال تدخل في الوقت المناسب ليمنح ضمانات إلى تشيسواف ويخفف من روعه. * بعدما تحدث إلى المسيرين الجزائريين الذين وعدوه بتحويل المبلغ المطلوب إلى حساب الجهة المنظمة في أقرب الآجال. * * بعد المباراتين الوديتين الأوليين * معالم التشكيلة الأساسية اتضحت * تمكن المشرفون على تربص مولودية الجزائر هنا بفيسوا من إقامة مبارتين وديتين لصالح النادي العاصمي لحد الآن، وبغض النظر عن نتيجتيهما (تعادل ضد فريق بولوني من الدرجة الثانية وخسارة (1-0) ضد ناد من الدرجة الأولى) فإنهما سمحتا باكتشاف الوجه الجديد للعميد الذي تحوّل- على حد تعبير مدربه ألان ميشال- من فريق يكتفي بالهجومات المرتدة إلى صنع اللعب، ما يوحي بالطموحات الكبيرة التي يغذيها رفقاء بابوش تحسبا للموسم القادم. * ولعل أهم شيء يمكن استخلاصه من هاتين المبارتين، سيما الثانية التي جرت نهاية عشية الأربعاء أمام "روك شورزوف" الذي كان قد أنهى بطولة الدرجة الأولى المحلية الموسم الماضي في المرتبة العاشرة، أن المشرف التقني الأول على أبناء باب الوادي، بدأ يكشف عن معالم التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها الموسم الجديد، على الرغم من المنافسة الضارية بين اللاعبين حول المقاعد الحادية عشر. * وبدون مفاجأة تذكر، فإن مسؤولية حراسة عرين المولودية ستعود إلى القادم من اتحاد العاصمة أمين زماموش، فيما سيتشكل الدفاع من الرباعي سنوسي (في غياب بصغير المصاب)، بدبودة ، كوليبالي وزدام. وسط الميدان سيكون بدوره مشكلا من رباع آخر هو كودري- بوشامة- بابووش ومقداد، فيما سيلعب المهاجم المغترب الجديد مجيد بوعبد الله كرأس حربة إلى جانب بوقاش. * وقد لا يطرأ أي تغيير على هذه التشكيلة التي لعبت المرحلة الأولى من مباراة الأربعاء الماضي وأظهرت إمكانيات كبيرة إلا في حالة تعرض أحد اللاعبين إلى الإصابة قبل انطلاق المنافسة الرسمية التي لم يعد يفصلنا عنها إلا أسبوعين، ما يعني بأن الكثير من الوجوه الجديدة على غرار دراق، خديس وعطفان ستجد نفسها على خط التماس، في الوقت الذي يتحتم فيه على اللاعب الدولي رضا بابوش تغيير منصبه والتحوّل إلى وسط الميدان للسماح للشاب بدبودة بالظفر بمكانة أساسية على الجهة اليسرى للدفاع تطبيقا للقوانين الجديدة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم والتي تحتم على كل الفرق أن تقحم لاعبا واحدا من الأواسط على الأقل في تشكيلاتها الأساسية، فوقع اختيار التقني الفرنسي على بدبودة الذي اكتسب زادا لا بأس به من الخبرة من خلال الاشتراك في بعض مباريات فريقه الموسم الماضي، ولو أنه لا يزال بحاجة لصقل مواهبه، سيما من الجانب الهجومي، مثلما أكده لنا مدربه. وإذا كانت الأمور قد جاءت سهلة نسبيا بالنسبة لألان ميشال لضبط قائمته الأساسية في الخطوط الثلاثة، فإن الإختيار بين بوقاش ودراق لمرافقة بوعبد الله في الخط الأمامي كان صعبا للغاية باعتراف المدرب نفسه، باعتبار أن اللاعبين حسبه يتمتعان حاليا بصحة جيدة، لكن الاحتمال الأكبر هو إقحام ابن أرزيو في التشكيلة الأساسية بعد أن استعاد كامل إمكانياته، بشهادة ميشال نفسه، في الوقت الذي قد يغير فيه الأخير خطته بإقحام بابوش في الدفاع، وفي هذه الحالة سيمكنه من توفير مكانه في الخط الأمامي لفائدة اللاعب السابق لشبيبة القبائل. * * الطاقم الفني، المغتربون، بوقاش وبابوش يريدون أموالهم فور عودتهم * يخشى الكثير من أعضاء وفد العميد هنا ببلدة فيسوا البولونية، بما فيهم المدرب ألان ميشال، بأن تنسف المشاكل المالية كل المجهودات التي بذلت من طرف العاصميين في التربص الحالي، فور عودة التشكيلة العاصمية إلى الديار. * ولا يتردد التقني الفرنسي رفقة اللاعبين المغتربين الثلاثة إلى جانب قائد الفريق رضا بابوش وحاج بوقاش في إبداء قلقهم من عدم تسوية وضعيتهم المالية، إلى درجة أن المغتربين الثلاثة يواصلون التهديد بمغادرة العميد والعودة إلى فرنسا في حالة عدم وفاء المسيرين العاصميين بالتزاماتهم تجاههم فور انتهاء تربص فيسوا. * وبعملية حسابية بسيطة، توصلنا إلى أن إدارة العميد ملزمة بتوفير ثلاثة ملايير سنتيم على الأقل لإخماد نار الفتنة، مبلغ من المفروض أن يكون جاهزا فور رجوع فريقها إلى العاصمة، لأن لغة التهديد بدأت تهيمن هنا على حديث المعنيين، بما في ذلك المدرب ألان ميشال ومساعديه الذين يدينون للإدارة بمبلغ قدره 700 مليون سنتيم، سيأخذ حصة الأسد منه التقني الفرنسي الذي لم يتحصل على راتبه منذ أربعة أشهر، ما يعني بأنه يدين ب51 ألف أورو. * ويبقى أمل المسيرين العاصميين كبيرا في أن يتوصلوا إلى حل هذه المعضلة قبل انتهاء تربص فريقهم ببولونيا، حيث كانوا قد أخبروا مدربهم بأن الإعانات المالية للشريكين الرئيسيين للنادي (سوناطراك وجيزي) ستدخل خزينة النادي قبل نهاية الشهر الجاري، وهو الأمل الذي يغذيه التقني الفرنسي، لأنه يخشى كثيرا من الإنعكاسات السلبية لأي مفاجأة غير سارة في هذا الجانب، وهو الذي بدأ يؤمن فعلا في قدرات لاعبيه على لعب الأدوار الأولى الموسم القادم بعد العمل الجيد الذي هم بصدد القيام به هنا في بولونيا. * * لقطات من فيسوا * * يجري العميد اليوم ثالث لقاء ودي له أمام فريق من المجر هذه المرة، ويتعلق الأمر ب"دونا كانيار" الذي ينشط بالدرجة الثانية ويتربص حاليا بفيسوا. * * يشارك في تربص العميد بفيسوا ما لا يقل عن ثمانية لاعبين سبق لهم وأن أحرزوا على كأسين للجمهورية مع فريق الأشبال، ما يؤكد بأن إدارة الفريق عرفت هذه المرة كيف تحافظ على شبانها من خلال تدرجهم عبر صنف الأواسط ثم الأكابر، بخلاف المواسم الماضية عندما كان العميد يغلق أبواب الفريق الأول أمام أبنائه ويفتحهم أمام لاعبين يكلفونه الملايير من دون فائدة. * * لم يستفد اللاعبون بعد من أية فترة راحة على الرغم من أنه كان من المفروض أن لا يتدربوا عشية أمس قبل أن يغير الطاقم الفني رأيه. * * تتواصل التغيرات الجوية هنا بفيسوا، حيث وبعد يوم حار عرفته المنطقة أمس الأول، إنقلبت الأمور ليلا بتساقط أمطار غزيرة مصحوبة برعود كثيفة، لكن الجو سرعان ما تحسن في الصباح. * * لا حديث للوفد العاصمي إلا عن أخبار الجو الحار جدا التي تصلهم من الجزائر، وحمد الكثير الله على أنه متواجد ببولونيا، حيث أن الطقس أرحم بكثير. * * يواصل المدرب ألان ميشال دفاعه عن اللاعب المغترب فارس خنيش الذي كان المسيرون يريدون تسريحه في هذه الصائفة، مؤكدا أنه بدأ يتعافى من إصابته وأنه سيكون له شأن كبير في المستقبل. * * على ذكر خنيش، فإنه وزميله مقداد اللذين يسكنان نفس الشقة بالعاصمة، يخشيان من أن يظلا بدون ماء ولا كهرباء عند عودتهما إلى العاصمة.