وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مساعدة بعشرات ملايين الدولارات لمساعدة المعارضة الإيرانية على مواجهة القيود التي تقول واشنطن إن طهران تفرضها على وسائل الإعلام وتطوير اتصالاتها عبر الانترنت. * ووافق أعضاء المجلس بغالبية كبيرة على النص الذي سمي ب"القانون من أجل ضحايا الرقابة في إيران" والذي سيوفر "مساعدة لبث معلومات" خصوصا عبر شبكة الانترنت. * ويذكر أن المعارضة الإيرانية الداخلية ترفض التعامل مع الخارج وبالتحديد مع الأمريكيين، بينما تفتقد ما تسمى بالمعارضة الخارجية إلى قدرات تأثيرية على الشعب الإيراني. ومن بين التدابير التي تم التصويت عليها من طرف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مساعدة بقيمة 30 مليون دولار للسماح لإذاعة "فري يوروب" أو "أوروبا الحرة" التي يمولها الكونغرس الأمريكي ببث برامجها بالفارسية بشكل أكبر في إيران. ويرمي النص أيضا إلى منع الحكومة الإيرانية من إقفال منافذ الوصول إلى مواقع انترنت أو بث نصوص. * ويتضمن نحو 20 مليون دولار لإنشاء صندوق مخصص لمساعدة الإيرانيين على الحصول على المعلومات وتقاسمها ومنع طهران من فرض رقابة على الانترنت. كما يتضمن النص أيضا خمسة ملايين دولار لتجمع وزارة الخارجية الأمريكية وتنشر معلومات حول انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في إيران. ومن جهة أخرى يدعو النص الرئيس باراك أوباما إلى التحقيق حول الشركات غير الإيرانية التي قال إنها تساعد الحكومة على ممارسة الرقابة. وكانت واشنطن قد أعلنت دعمها للمعارضة الإيرانية التي انتفضت احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من جوان الماضي وفاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية. * وقد انتقدت طهران التدخل الأمريكي والخارجي في شؤونها الداخلية. وبخصوص التطورات السياسية داخل الجمهورية الإسلامية، تخلى النائب الأول للرئيس نجاد اسفنديار رحيم مشائي السبت عن منصبه بطلب من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، وذلك بعد ثمانية أيام من تعيينه. وقال خامنئي في رسالة إلى أحمدي نجاد بثها الجمعة التلفزيون الرسمي إن "تعيين اسفنديار رحيم مشائي في منصب نائب الرئيس يتعارض مع مصلحتكم ومصلحة الحكومة وسيثير انقسام وغضب أنصاركم". وقد أثار تعيين مشائي، الذي أعلن في 17 جويلية، غضبا عارما في معسكر المحافظين الذين دعم معظمهم بقوة أحمدي نجاد في الأسابيع الصاخبة التي أعقبت إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية. وانتقد التيار المحافظ تعيين مشائي بسبب تأكيده العام الماضي في أحد تصريحاته الصحفية أن إيران بلد صديق للإسرائيليين والأمريكيين.