أكد الدكتور أحمد عظيمي في حوار ل »صوت الأحرار«، أن الجزائر لن تقتنع بأي مبررات أو تفسيرات تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص إدراج الجزائر في قائمة البلدان المصدرة للإرهاب، إلا إذا كانت هناك مقاييس وضعت من أجلها الجزائر في هذه القائمة، مشيرا إلى أن هذا القرار الأمريكي سيؤثر على صورة أمريكا وعلى العلاقات الثنائية إذ لم يتم تداركه، حيث يبقى على الجزائر أن تعمل مع المنظمات الدولية والهيئات الحكومية وغير الحكومية في أمريكا للضغط على الولاياتالمتحدة لسحبها من القائمة. ** تقول الولاياتالمتحدة إن الجزائر تعد شريكا مهما في مكافحة الإرهاب، ومن جهة أخرى تصنفها ضمن الدول الخطرة المصدرة للإرهاب، ألا ترون أن هناك تناقضا ؟ فعلا هناك تناقض كبير بين ما يقولون وما يقررون، فمن جهة كل المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا الجزائر خلال السنوات الأخيرة أكدوا أن تجربة في مجال مكافحة الإرهاب جد مهمة وايجابية، هذا يعني أن الجزائر تخطت مرحلة الإرهاب، ومن جهة أخرى يضعون الجزائر ضمن قائمة معنية بالإرهاب، فالسبب لا علاقة له بالإرهاب بل لديه خلفيات سياسية تتعلق أساسا بنية أمريكا في إقامة قواعد عسكرية في الجنوب الجزائري من خلال الضغط الذي تمارسه عليها، بالإضافة إلى أن الجزائر عبرت عن رفضها القاطع في وجود قوى الأفريكوم بإعتبار أن تواجدها يأزم الوضع بحجة أن إفريقيا قادرة على مكافحة الإرهاب، وبهذا فإن نية أمريكا في القضاء على الإرهاب لا تظهر جليا من خلال تصرفاتها في العراق وأفغانستان بل تساهم في تغذيته وتحقيق أغراضها الشخصية وتدعيم قوتها العسكرية بحجة مكافحة الإرهاب. كما أن السبب الآخر الذي جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تضع الجزائر في قائمة14 البلدان الخطرة هو أن الجزائر لحد اللحظة تعد من آخر الدول الرافضة للتطبيع مع إسرائيل على حساب الدولة الفلسطينية، فهناك دول عربية أخرى تقع فيها جرائم إرهابية ضربوا المصالح الأمريكية ولم ترد في هذه القائمة، بالإضافة إلى أن المطارات الأمنية والموانئ الجزائرية هي من أكثر المطارات أمنا في العالم ولم يضبط فيها خلال 15 سنة الأخيرة أي مسافر ومعه أسلحة أو متفجرات، بل حدث العكس وأن تمت حيازة العديد من الأسلحة آتية من الدول الأوروبية والأمريكية. ** هل سيؤثر هذا القرار على التعاون الجزائري الأمريكي في مكافحة الإرهاب؟ أكيد سيؤثر هذا القرار على صورة أمريكا، والذي سيجعل الجزائريين يقتنعون أن أمريكا الرسمية ليست أبدا صديقة للجزائر، وإنما وضعت نفسها في موضع معادي للجزائر ومصالحها، مما سيؤثر هذا الموقف على العلاقات الثنائية إذ لم يتم تداركه. ** في هذا الإطار، هل سينجح الوفد الأمريكي الذي سيحل بالجزائر قريبا لمناقشة هذه الإجراءات الأمنية في المطارات الأمريكية في إقناع المسؤولين الجزائريين بتغير موقفهم ؟ فالبعض في أمريكا يتصورون أن الرأي العام الجزائري شبيه بالأمريكي، حيث يقول عنه أحد المعارضين الأمريكيين أنه »رأي عام غبي«، لأنه يصدق ما يقال له في وسائل الإعلام، وهذا غير صحيح فالرأي العام الجزائري ليس في هذا المستوى من الغباء فهو يطلع ويحلل ثم يقتنع، فأنا لا أرى كيف سيستطيع هؤلاء أن يقنعونا بصواب هذا القرار الأمريكي الذي طعننا في العمق لأن الشعب الجزائري هو الذي دفع أكبر ثمن في مكافحة الإرهاب، ثم يأتي هذا القرار ليضع الجزائر في خانة » محور الشر« كما قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. فالجزائر مستحيل أن تقتنع بأي تفسير يقدم لها لأن الأمور واضحة وجلية، حيث يبقى عليها أن تعمل مع المنظمات الدولية والهيئات الحكومية وغير الحكومية في أمريكا للضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية لسحب الجزائر من القائمة ، كما أنه يمكن أن نقتنع بهذه الإجراءات في حالة إذا كانت هناك مبررات ومقاييس وضعت من أجلها الجزائر في القائمة، كما نتمنى أن يشرحوا لنا هذه المقاييس لقياس درجة خطورة الجزائر من ظاهرة الإرهاب. وفي الأخير، أقول أنني لا أدري كيف سيكون موقف الخبراء الكبار الجزائريين الذين يعيشون في أمريكا ويقدمون خدمات كبيرة لها منهم زرهوني، الذي تحدثت عنه الصحافة الأمريكية، فهل تستطيع السلطات الأمنية الأمريكية أن تعامل هذا الشخص الذي يحمل جواز سفر جزائري بالطريقة التي تحدثوا عنها. ** ما رأيك في الجهاز الكاشف لأعضاء الجسم الذي وضعته السلطات الأمنية الأمريكية على مستوى مطاراتها؟ هذا الجهاز الكاشف يتناقض تناقضا تاما مع كل ما تدعوا إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال حقوق الإنسان، حيث أن هذا الكاشف يلغي »الحق في الاختلاف «، كما أنه يعامل مواطني الدول المعنية بالقائمة بالعنصرية، بالإضافة إلى أن هذا الجهاز يعرض صحة الإنسان للخطر، فالولاياتالمتحدة هنا تشبه ألمانيا النازية التي كانت تجبر اليهود على وضع العلامة الصفراء لليهود وتميزهم عن باقي البشرية.