فؤاد بوفاروك بين والديه/ تصوير: مكتب سكيكدة عاد صباح الثلاثاء المعتقلون الأربعة لدى الكيان الإسرائيلي إلى ذويهم في ولاية سكيكدة.. وكان المعتقلون الأربعة قد وصلوا بداية الأسبوع إلى العاصمة قادمين من دمشق (العاصمة السورية) بعد أزيد عن شهر من الحجز بالدولة العبرية. * * ففي ولاية سكيكدة قادت الحافلة المنطلقة من العاصمة في حدود التاسعة من ليلة الإثنين المحتجزين إلى أهاليهم، إذ استقبلت عائلة شريط القاطنة ببلدية صالح بوالشعور إبنها "عادل" حوالي السادسة والنصف صباحا، حيث وجد عادل الذي اتصل ليلة أول أمس بأهله إخوته الثمانية وأمه في انتظاره "والده متوفي".. وأجهشت والدته الحاجة بالبكاء وراحت تتحسسه خوفا من أن يكون في صحة غير جيدة، بينما أمطره أشقاؤه وشقيقاته بوابل من الأسئلة حول مغامرة الحرقة التي انطلق فيها، طالبا أوروبا ليجد نفسه لدى الدولة العبرية، أما والد فؤاد بوفاروك فوصف لحظة إستقبال الإبن فؤاد "27 سنة" حوالي الساعة الثامنة من صباح أمس بالتاريخية، وقال أنه بكى لأول مرة في حياته عندما احتضن ابنه بين ذراعيه، أما والدة فؤاد فأغمي عليها وكان يجب نقلها في حالة استعجالية للمستوصف لتستعيد وعيها وتتأكد بأن فؤاد عاد إليها، وفي رد عن سؤال الشروق اليومي عن القرار الذي سيتخذه بشأن إبنه الذي حاول الهجرة بطريقة شرعية، رد قائلا بأنه لن يمنعه من اتخاذ القرار الذي يراه صالحا له حتى ولو عاد للهجرة .. مادام لم يتمكن من العمل.. لأن همّ إبنه الوحيد هو إيجاد منصب عمل لا غير.. وأجمع أولياء المعتقلين في إسرائيل على تثمين ما قامت به "الشروق اليومي" من متابعة للحدث وزيارة الأهالي في منطقة القلعة المحرومة بالخصوص، والتي قالوا أنه لم يسبق لوسيلة إعلام أن بلغتها، معتبرين الدور الذي لعبته "الشروق اليومي" إعلاميا واجتماعيا كان مؤثرا ليس على المستوى المحلي والوطني وإنما دوليا، حيث عرفت القضية الانفراج الذي حلموا به في مغادرة أبنائهم الحجز الإسرائيلي بسبب المتابعة الإعلامية للشروق اليومي.. لكن ما أشار إليه أهالي المعتقلين هو أن المسؤولين المحليين لولاية سكيكدة وبلدية أم الطوب لم يكلفوا أنفسهم السؤال إطلاقا وكأن أبناءهم جاءوا من كوكب آخر. * وعندما وصلت "الشروق اليومي" عند عائلة "والباني" بالقلعة، وجدت المسكن البسيط أشبه بالمزار، حيث هبّ السكان من كل مكان ووجدت العائلة نفسها مجبرة على تحضير "الطمينة" للحاضرين وللشروق اليومي أيضا.. وقابلنا عبد العزيز وأهله بالزغاريد وبالقسم بالله العظيم بأن يبقى "عبدالعزيز" في الجزائر حتى ولو بقي بطالا مدى الحياة.. بل حتى لو مات من الجوع، لأن الحرقة التي أوصلته إلى أيادي الاسرائيليين تفرض عليه التوبة النصوح مدى الحياة من الهجرة ومن مخاطرها.. وفي منزل "بوفاروك" كانت الأجواء مشابهة للأعراس، حيث حضر الأقارب ورفضوا الخروج من البيت لمساعدة أهل فؤاد في استقبال الزوار، وإذا كان والد فؤاد قد منح لإبنه حق الاختيار، فإن الأهل والأحباب رفضوا قطعا أن يتركهم في أجواء فرح، قدموا لنا خلالها المشروبات و"الطمينة" وزغاريد خرجنا بها ونحن على قناعة أن البلدة التي اشتهرت بأنها عاصمة الحرقة قد يلتفت إليها المسؤولون لتصبح عاصمة العمل.. ربما..