الفلكي الجزائري ابراهيم عزوز/ تصوير: عبد الحفيظ بوفدش السبت أول أيام رمضان في أغلب الدول الإسلامية باستثناء ليبيا والسودان والسينغال وموريتانيا تسبق شهر رمضان المعظم في كل عام ضجة واسعة في مختلف البلدان العربية والإسلامية حول مسألة ثبوت رؤية الهلال. * فعوض الاتفاق على طريقة واحدة في إثبات الرؤية لجمع عموم المسلمين على نهج واحد في الصوم والإفطار، ماتزال الآراء المتناقضة تثير حالة من الفتنة والاضطراب لدى غالبية المسلمين. وبين معتمد لمبدإ ضرورة الرؤية البصرية، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُم عليكم فأتموا العدة"، وبين معتمد لمبدأ الحساب الفلكي العلمي، تبقى مسألة بداية ونهاية رمضان محل اختلاف قد ينتهي يوما. وحتى نقارب هذا الموضوع الحساس، زرنا الفلكي الجزائري إبراهيم عزوز ببيته، فقدم لنا تفاصيل دقيقة حول إثبات رؤية هلال رمضان بالحساب الفلكي العلمي الدقيق، مشددا على ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل بين علماء المسلمين حول اعتماد الحساب الفلكي كمبدأ للرؤية الشرعية، خاصة وأن الوسائل التكنولوجية الحديثة على غرار المنظار المتخصص في رصد الأهلة الذي يشتغل به العالم الألماني للازار مارتان جد متطور ويغني عن الرؤى البصرية، بالإضافة إلى توفر الدراسات والحسابات الفلكية الدقيقة التي لاتدع مجالا للشك. أنا ضد مصطلح "ليلة الشك" لأن المسلم لا يشك في عباداته بل هي ليلة "اليقين" يعارض الأستاذ إبراهيم عزوز تسمية ليلة رصد هلال رمضان ب "ليلة الشك"، حيث يقول "المسلم لايبني عباداته على الشك، بل يبنيها على اليقين، إذ لا يمكن للمسلم أن يصلي وهو على شك في دخول وقت الصلاة، إذ يجب أن يكون متيقنا في دخوله حتى تكون صلاته صحيحة، فاليقين هو أساس العبادة الصحيحة، وهو الحال نفسه بالنسبة لشهر رمضان المعظم، لابد أن يحل اليقين محل الشك بناء على حسابات فلكية دقيقة أصبحت متاحة بفضل العلم، وبالنسبة لي الرؤية اليقينية تبنى على أساس منطق مذكور في القرآن الكريم "والشمس والقمر بحسبان". رمضان يكون يوم الجمعة بالحساب الفلكي يؤكد الأستاذ إبراهيم عزوز أن دخول أن انتهاء شهر شعبان فلكيا وبداية شهر رمضان يكون صباح يوم الخميس 20 أوت على الساعة 11 ودقيقين، وعملا بقوله تعالى "والليل سابق النهار" تعتبر ليلة الخميس هي آخر ليلة في شعبان وأول ليلة لرمضان هي ليلة الجمعة 21 أوت. وأضاف أن رؤية الهلال في الجزائر العاصمة بالعين المجردة وبالآلة عشية الخميس 20 أوت مستحيلة، لأن الهلال يكون عمره 08 ساعات ونصف بعد ميلاده صباحا على الساعة 11 ودقيقتين. كذلك لا يمكن رؤيته بالعين المجردة عشية الجمعة رغم أن عمره يوم و08 ساعات ونصف، لأن ارتفاعه فوق خط الأفق يكون في حدود 4.7 درجة، والمطلوب علميا هو 05 درجات فوق الأفق. ونستنتج من كلام الأستاذ إبراهيم عزوز أن يوم الجمعة هو أول أيام رمضان بالحساب الفلكي. يمكن رؤيته بالعين المجردة بتيندوف عشية الجمعة وحتى يؤكد الأستاذ إبراهيم عزوز عدم إمكانية رؤية هلال رمضان لهذا العام في الجزائر ككل عشية الخميس، ضرب مثالا بمنطقة تيندوف الموجودة في أقصى الغرب الجزائري، حيث قال: "يوم الخميس 20 أوت يكون عمر الهلال بعد ميلاده على الساعة 11 ودقيقتين، كما أشرنا سابقا 09 ساعات و05 دقائق، وتكون مدة مكوثه في الأفق دقيقة واحدة ولذلك لا يمكن رؤيته، بينما يوم الجمعة 21 أوت يكون ارتفاع الهلال فوق الأفق 7.7 درجة ويدوم مكوثه 39 دقيقة، ما يعني إمكانية رؤيته بوضوح". "داكار" توافق تيندوف في ثبوت الرؤية عشية يوم الخميس 20 أوت لا يمكن رؤية هلال رمضان حسب الأستاذ إبراهيم عزوز، لأن ارتفاع الهلال فوق الأفق يكون 1.2 درجة، والمطلوب كما أشرنا سابقا 05 درجات، كما أن مدة مكوثه تكون 07 دقائق، بينما عشية الجمعة يمكن رؤيته بوضوح لكون ارتفاع الهلال فوق الأفق 11.5 درجة فوق الأفق، كما أن مدة مكوثه تكون 52 دقيقة بعد الغروب. احتمال رؤية الهلال عشية في رأس الرجاء الصالح بالتيليسكوب يمكن رؤية هلال رمضان لهذه السنة في رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا - حسب الأستاذ عزوز - عشية الخميس 20 أوت باستعمال "التيليسكوب" نظرا لمكوث الهلال الطويل الذي يصل على غاية 17 دقيقة، خاصة وأن الأفق في هذه المنطقة مستوي. أما عشية يوم الجمعة فيكون ظاهرا للعيان بشكل واضح.
رمضان هذا العام سيكون 30 يوما..وفاتح شوال يوم 20 سبتمبر القادم بالحساب الفلكي انتقد الأستاذ إبراهيم عزوز المختصين الذين يكشفون عن موعد بداية رمضان ولايكشفون عن نهايته وبداية شهر شوال، معتبرا ذلك تقصيرا منهم، فالواجب حسبه هو إعلام المسلمين بهذه التواريخ الحساسة حتى لايبقوا في حيرة من أمرهم. وفي ذات السياق أكد أن فاتح شوال سيكون فلكيا يوم 20 سبتمبر 2009، إذ سيدخل فلكيا يوم السبت 19 سبتمبر على الساعة 18.42 دقيقة أي قبل آذان المغرب بقليل، ما يعني إكمال عدة رمضان إلى 30 يوما. خلاف عربي واسع حول بداية رمضان غالبية الدول الإسلامية تعلنه يوم السبت 22 أوت تباينت الآراء حول مسألة بداية رمضان، وهو ما تنقله هذه الأيام مختلف المواقع الإلكترونية والصحف العربية والإسلامية، حيث أعلن الدكتور صلاح محمد محمود رئيس المعهد القومي للبحوث والجيوفيزيقية في مصر أن غرة شهر رمضان للعام الهجري 1430 ستكون فلكيا يوم السبت 22 أوت، وأن شهر شعبان الحالي سيكمل عدته 30 يوما، مبررا ذلك بميلاد هلال رمضان مباشرة بعد الاقتران في تمام الساعة 10 ودقيقتين صباحا بالتوقيت العالمي، وأضاف أن القمر سيغرب يوم 20 أوت قبل غروب الشمس في مكةالمكرمة بدقيقتين، وفي مدينة القاهرة ب 04 دقائق، أما في الغالبية العظمى للدول العربية والإسلامية فإن القمر سيغرب قبل غروب الشمس بمدد تتراوح بين دقيقة و09 دقائق. ليبيا تصنع الاستثناء دائما.. تبقى ليبيا تحدث الاستثناء من خلال مواصلة مخالفتها لبقية الدول الإسلامية في الإعلان عن غرة رمضان، حيث أعلن المركز الليبي للاستشعار أنه بناء على حسابات علمية فلكية دقيقة، فإن شهر شعبان الجاري سينتهي فلكيا يوم الخميس 20 أوت على الساعة 12.03 ظهرا بتوقيت الجماهيرية، ما يعني دخول شهر رمضان في هذا التوقيت، ولذلك يكون أول يوم لرمضان موافقا ليوم الجمعة 21 أوت عكس غالبية الدول العربية والإسلامية التي أعلنت عن بداية رمضان يوم السبت 22 أوت فلكيا. السودان، السينغال وموريتانيا يوم الخميس 21 أوت من جهته أعلن الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بأن غرة رمضان ستكون يوم السبت 22 أوت الجاري، مؤكدا استحالة رؤية الهلال يوم الخميس 21 أوت في مصر وفي العديد من البلدان العربية والإسلامية. وبرر ذلك بكون هلال شهر رمضان غرب يوم الخميس 29 شعبان قبل غروب الشمس بمدد تتراوح بين 04 دقائق ودقيقة واحدة بالمناطق المصرية. أما في بقية الدول العربية والإسلامية، فلن تتمكن الغالبية العظمى من هذه الدول من رؤية هلال رمضان يوم الخميس 20 أوت وسينطبق عليها نفس الوضع في مصر، لتكون بذلك غرة رمضان يوم السبت 22 أوت باستثناء "السينغال، السودان وموريتانيا"، وهي الدول الثلاث الوحيدة التي يبدأ تبدأ فيها غرة رمضان يوم 21 أوت الجاري.
من هو إبراهيم عزوز؟ هو الخبير المهتم بعلم الفلك الذي عرفه الجزائريون، مقدما للأحوال الجوية على شاشة التلفزيون لفترة من الزمن، ومازال يطل علينا بصوته الشجي طوال أيام رمضان، حيث يتولى قراءة مواقيت الإفطار والإمساك عبر التلفزيون الجزائري. وقد حوّل بيته إلى ما يشبه مرصد فلكي يترقب عبره الأهلة.