بوعبد الله غلام الله: وزير الشؤون الدينية والأوقاف المؤلف لم يحصل على رخصة ووزارة الشؤون الدينية لا علم لها بمضامينه أكد بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن وزارته لم تمنح ترخيصا لشيخ الزاوية العلوية "خالد بن تونس" لنشر أو تسويق كتابه "الصوفية الإرث المشترك". * مشددا على مخالفة الكتاب لقيم الدين الإسلامي باحتوائه رسوم تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم والملائكة، متوعدا بسحب جميع النسخ في حال تسويقه دون رخصة أو عدم نزع تلك الصور محل الخلاف الشرعي. * وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش ندوة علمية حول المواقيت الشرعية بدار الإمام بالعاصمة أن كتاب "الصوفية الإرث المشترك" أثار جدلا ونقاشا عقيما بين المثقفين، حيث كانت إجابات وتبريرات البعض منهم بعيدا عن تساؤلات البعض الآخر ما زاد الهوة وحدة الاصطدام بين أصحاب الكتاب والمنادين بمنع نشره وتوزيعه، داعيا جميع المثقفين والعلماء لنقاش علمي منظم بعيدا عن الجدال والاصطدام الذي يؤدي إلى حرمان المواطنين من الفائدة التي يحتويها الكتاب بطريقة تعسفية، مشددا في الوقت ذاته على أن الكتاب احتوى على أخطاء واضحة، حيث تضمن رسوما مصورة لشخصية المصطفى صلى الله عليه وسلم والملائكة، وهذا أمر غير مقبول شرعا، وعلماء وفقهاء الجزائر أشاروا ونبهوا إلى ذلك. * ونفى غلام الله أن تكون وزارته قد منحت ترخيصا ل"بن تونس" بتسويق كتابه أو حتى نشره، مؤكدا أن الكتاب لم يُسوق بعد وإن سوقت بعض النسخ سرا ودون ترخيص فيتم سحبها من السوق في حال لم يتراجع "بن تونس" عن نشر الرسوم المصورة للرسول الكريم و الملائكة ونزعها من النسخ المطبوعة. * وأثار كتاب شيخ الزاوية العلوية "خالد بن تونس" حول تاريخ الصوفية تحت عنوان "الصوفية إرث مشترك" بمناسبة الاحتفال بمئوية الزاوية جدلا واسعا في أوساط العلماء والفقهاء والمثقفين داخل الجزائر وخارجها، حيث انتقد المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين احتواء الكتاب على صور مجسدة للرسول والملائكة حسب بيان رسمي للجمعية "إن ما ورد في كتاب "الصوفية الإرث المشترك" من تشخيص لصورة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وللملائكة والصحابة رضوان الله عليهم لا يمت للإسلام بصلة، وأن ما ورد في الكتاب مخالف لكل الفتاوى المعتمدة التي صدرت من مجامع موثوق بها، وهذه الرسوم التي تم وضعها في الكتاب وآخذناه عليها مجهولة المؤلف لا يعرف من الفرس أو من غيرهم، وربما رسمها غير المسلمين أو بعض الفنانين الذين ليسوا من أهل السنة"، ونقلت الجمعية فتوى المجمع الفقهي في هذا الشأن: "إن الواجب على المسلمين احترام الرسول "صلى الله عليه وسلم" وتقديره وتعظيمه التعظيم اللائق بمقامه ومنزلته عليه الصلاة والسلام، فإن أي امتهان له أو تنقيص من قدره يعتبر كفرا أو ردة عن الإسلام والعياذ بالله، وأن تخييل شخصه الشريف بالصور، سواء كانت مرسومة متحركة أو ثابتة، وسواء كانت ذات جِرم وظِل، أو ليس لها ظل وجرم، كل ذلك حرام، ولا يحل ولا يجوز شرعا، فلا يجوز عمله، وإقراره لأي غرض من الأغراض، أو مقصد من المقاصد، أو غاية من الغايات، وإن قصد به الامتهان كان كفرا، لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة، والمحاذير الخطيرة شيئا كثيرا، وأنه يجب على ولاة الأمور والمسؤولين منع تصوير النبي "صلى الله عليه وسلم" صورا مجسمة وغير مجسمة في القصص والروايات والمسرحيات وكتب الأطفال والأفلام والتلفاز والسينما وغير ذلك من وسائل النشر، ويجب إنكاره وإتلاف ما يوجد من ذلك".