عبر المجلس الإسلامي الأعلى أمس عن ارتياحه للتصريحات الأخيرة التي صدرت عن مؤلف كتاب الصوفية الإرث المشترك خالد بن تونس بتأكيده من خلالها على استعداده لتصويب ما جاء في الكتاب من أخطاء ومغالطات وتصحيحها في الطبعة القادمة للكتاب. قال المجلس الإسلامي الأعلى في بيان له ممضى من قبل رئيسه الدكتور الشيخ بوعمران أنه »سجل ارتياحه لما صدر عن صاحب كتاب (الصوفية الإرث المشترك ) من اعترافات وعقد النية على تصويب ما جاء في هذا الكتاب من مغالطات وذلك في طبعته القادمة. وكانت عدة هيئات إسلامية في الجزائر وفي العالم الإسلامي قد شنت هجوما عنيفا على كتاب شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس الذي أصدره بمناسبة الإحتفالات بالذكرى المئوية لإنشائها في مدينة مستغانم، واعتبرت ما جاء في الكتاب ولا سيما قضية إدراج رسومات للرسول الكريم مساسا بالمقدسات الإسلامية وقالت أيضا أن الكتاب يحمل الكثير من الأخطاء والمغالطات، ومن ضمن هذه الهيئات بالجزائر التي انتقدت كتاب بن تونس نجد المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. كما أن العديد من علماء الدين داخل الوطن وخارجه كانوا قد انتقدوا كتاب بن تونس وطالبوا بسحبه من التداول بالنظر إلى الأخطاء الموجودة فيه وكذا الإساءة غير المقبولة إلى الرسول (ص) بواسطة الرسومات المنشورة والمنسوبة له. وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف و على لسان وزيرها بوعبد الله غلام الله قد أكدت أنها لم ترخص لإصدار كتاب الصوفية الإرث المشترك و هددت بمنعه من تسويقه في المكتبات . أما صاحب الكتاب خالد بن تونس فكان قد دافع عن كتابه بشدة وقال أنه لم يقم سوى بنشر حقائق تاريخية عن الذاكرة الشعبية عند المسلمين منذ أكثر من 10 قرون و قال أنه قام بنقل تلك المنمنمات و الرسومات للتعريف بها، إلا أنه ومن شدة الإنتقادات التي لقيه مؤلفه الصوفية الإرث المشترك اضطر إلى التراجع عن مواقفه السابقة. وكانت »صوت الأحرار«قد كشفت في أحد أعدادها السابقة أن الشيخ خالد بن تونس عبر عن نيته تصحيح الأخطاء التي حملها الكتاب وصرح بذلك الناطق الرسمي للطريقة العلوية نصر الدين موهوب الذي أكد صحة الخبر وقال أن هناك الجديد سيتم الكشف عنه في الأيام القادمة. وللإشارة فإن المجلس الإسلامي الأعلى كشف في البيان الذي أصدره بعدما اجتمعت لجنتان تابعتان له وهما لجنة التربية الإسلامية ولجنة الثقافة والإعلام، أنه تم تحديد موضوع الملتقى الدولي المزمع عقده بالجزائر في مارس من السنة القادمة على أن يكون »الإسلام والعلوم بين الماضي والحاضر«.