المقرحي بعد عودته رفقة سيف الاسلام حققت الدبلوماسية الليبية نجاحا كبيرا قبل أيام من احتفالات الأول من سبتمبر والخاصة بالذكرى الأربعين لوصول العقيد معمر القذافي إلى السلطة. * * ويتمثل النجاح الأول في افتكاك الإفراج عن عبد الباسط المقرحي المدان بتنفيذ اعتداء لوكربي عام 1988 وعودته إلى بلاده. أما النجاح الثاني فيتعلق بالاعتذارات السويسرية لليبيا بشأن توقيف ابن العقيد. فقد قام الرئيس السويسري هانس رودولف ميرز بزيارة مفاجئة إلى طرابلس قدم خلالها اعتذار بلاده إلى الشعب الليبي على توقيف حنبعل القذافي ابن الزعيم الليبي عام 2008 في سويسرا، وهو الاعتذار الذي انتقدته صحف سويسرية واعتبرته بمثابة استسلام. وتم الإفراج عن حنبعل وزوجته بعد يومين من التوقيف ودفع كفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري "312 ألف و500 يورو". لكن ليبيا أوقفت في أكتوبر 2008 تزويد سويسرا بالنفط وسحبت من المصارف السويسرية مبالغ بقيمة خمسة مليارات يورو وأنهت برامج التعاون بين البلدين وفرضت قيودا على الشركات السويسرية. وقال الرئيس السويسري الخميس أنه حقق الهدفين اللذين أراد تحقيقهما من هذه الزيارة وهما تسوية "مسألة حنبعل" وإعادة الشركات السويسرية إلى السوق الليبية. * ويرى مراقبون أن ليبيا التي عادت إلى الحظيرة الدولية وتلوح بعقود تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تستطيع أن تفاوض من موقع قوة، خصوصا مع الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية. وبخصوص عبد الباسط المقرحي، فقد نجحت السلطات الليبية في إطلاق سراحه رغم المعارضة الغربيةوالأمريكية على وجه التحديد. * واستقبل المقرحي بحفاوة كبيرة رسمية وشعبية خلال وصوله إلى طرابلس رفقة سيف الإسلام مساء الخميس، وهو ما أثار استياء الحكومات البريطانية والأمريكية والفرنسية. وقال أحد المعلقين أن هذا الاستقبال الحار يأتي "كردة فعل على الغرب الذي فرش البساط الأحمر أمام الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات" عند إطلاق سراحهم في جوان 2007 بعد ثماني سنوات من السجن في ليبيا لإدانتهم بحقن أطفال ليبيين بمرض الإيدز وصدور حكم بإعدامهم. * ففي لندن قال وزير الخارجية ديفيد ميليباند الجمعة أن لندن "تشعر بالقلق والانزعاج" من استقبال الأبطال الذي حظي به المقرحي، محذرا من أن ذلك قد يكون له "نتائج خطيرة" على العلاقات مع بريطانيا. ومن جانبها، حذرت الخارجية الأمريكيةطرابلس من أن استقبال المقرحي"استقبال الأبطال" سيؤثر على العلاقات بين البلدين. وكان الرئيس باراك أوباما قد اعتبر أن قرار إطلاق سراح المقرحي خاطئا، وطالب بوضعه تحت الإقامة الجبرية.. * ويذكر أن المقرحي، البالغ من العمر 57 عاما، كان يقضي عقوبة السجن لمدة 27 عاما على الأقل بعد إدانته عام2001 بالضلوع في تفجير الطائرة الأمريكية عام 1988 والتي قتل فيها 270 راكب.