الشربة والبوراك في الأكياس والتذاكر سقطت إلى 100 دينار "لم أكن أتصور تلك الأجواء الرائعة التي شاهدتها في مباراة منتخبنا وزامبيا، إنه يوم تاريخي لا يمكن لي أبدا ان أنساه سيبقى محفورا في ذاكرتي". * * هذه واحدة من التصريحات التي قالها أحد الأنصار المقيمين بانجلترا كمال بوزيدي القادم من لندن خصيصا لمشاهدة الخضر أبدى إعجابه من تجاوب الجماهير وتضامنهم اللامحدود وحبهم الكبير للمنتخب، لكنه في المقابل أستاء من الفوضى التي ميزت بعض الأنصار أثناء دخولهم في الرواق المخصص لهم. * مواجهة الخضر جلبت كل الشرائح من كل المستويات ومن كل الولايات، إضافة إلى مغتربين من فرنسا، اسبانيا، ألمانيا، انجلترا،، والأهم ان الكل خرج راضيا عن النتيجة التي أهلت المنتخب لكأس افريقيا ووضعته في الخانة الأقرب لمونديال جنوب افريقيا. * * أنصار قضوا ليلة المباراة أمام الملعب * يتميز الأنصار الجزائريون بخاصية قد لا تجدها لدى أنصار أي منتخب في العالم، فهم يقطعون آلاف الكيلومترات من أجل تشجيع رفقاء زياني والأكثر من ذلك ان البعض منهم قضى الليلة التي سبقت المواجهة أمام الملعب رغم الصيام فى مشهد مميز لا يحدث إلا في الجزائر، حيث أبدت الأكثرية تخوفها من صعوبة الدخول في الليلة الموالية. * * سوق في الشوارع، اقمصة زياني في الصداراة والأعلام ب200 دينار * في اليوم الموالي الذي تزامن مع المباراة، عرفت السوق السوداء انتعاشا لامحدودا في كل ما له علاقة بالمنتخب الوطني، حيث تم عرض الأعلام الوطنية التي غزت كل الشوارع ب200 دينار، فيما احتلت اقمصة زياني مع فريقه الألماني فولسبورغ الصداراة، خاصة وأنها شبيهة بألوان المنتخب فيما بيعت القبعات ب200 دينار، وتحولت الطرقات إلى سوق كبيرة. * * تنظيم في المستوى وغلق كل الطرق المؤدية للملعب * على عكس المباريات السابقة التي احتضنتها البليدة، فإن مباراة الجزائر وزامبيا عرفت تنظيما محكما من المكلفين بالأمن الذين اصطفوا في كل جوانب الملعب والشوارع المؤدية لتشاكر. * ورغم بعض الأمور السلبية، إلا ان اجماعا كبيرا على مدح المنظمين. وتم افتتاح الأبواب المخصصة على الساعة الثالثة زوالا مثلما انفردت الشروق بذلك. * * إفطار جماعي في الملعب وخارجه وتضامن لا محدود * يصنف المختصون الشعب الجزائري بالخصوصية، وهذا لتضامنه اللامحدود فيما بينه رغم الفوارق التي تميزه على مستويات عدة، وكان لمظهر الافطار الجماعي خارج الملعب للبعض وداخله للبعض الآخر مظهرا قويا للتضامن. واقتسم الانصار ما تم جلبه من "البوراك"، لكن الاغرب إدخال "الشربة" في أكياس بلاستيكية في مشاهد خاصة بالجزائر. * * العاشرة ليلا.. الملعب مكتظ عن آخره * اكتظ الملعب عن آخرة قبل بداية المباراة بدقائق حيث امتلأت المدرجات التي قيل إنها استوعبت اكثر من قدرتها، وشكل الانصار أبهى صور التشجيع بتعليق اعلام المنتخب إضافة الى أعلام الفرق الاخرى. * * تذاكر مزورة نزلت إلى ما دون 100 دينار * لم تمنع المراقبة الشديدة للمنظمين من تزوير التذاكر حيث تم اكتشاف الكثير منها. وعرفت السوق السوداء سقوطا رهيبا في اسعار التذاكر فبعد ان كانت تباع ب500 دينار و1000 دينار نزلت الى 100 دينار وقد تمنح لك تذكرة مجانية مقابل ذلك. * * العلامة الكاملة للأنصار * وختم الجميع الصورة الجيدة لهذا اليوم التاريخي بسلوك حضاري في المدرجات من خلال تفادي لأي تجاوز من شأنه أن يضر بالناخب الوطني، ويصنع أفراح المصريين، فالحملة التحسيسية التي وجهت للجمهور العريض أتت بثمارها من خلال إحجام الأنصار عن استعمال الألعاب النارية في المدرجات، وهو ما أثار انتباه وزير الشباب والرياضة نفسه عندما وجه التحية إلى الأنصار في نهاية المباراة شاكرا إياهم على حسهم الوطني.