بعد العاصفة التي أثارها وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتوفو بسبب التصريحات العنصرية التي أطلقها مؤخرا، حاول هذه المرة أن يلين موقفه خاصة بعد الانتقادات البرلمانية الفرنسية التي طالبته إلى جانب جمعيات وأحزاب سياسية بالاستقالة، حيث اعتذر عن تصريحاته التي وصفت بالعنصرية من قبل المعارضة ومنظمات حقوقية، معربا عن أسفه بشأن الجدل الذي دار حولها. أعرب وزير الداخلية الفرنسي، بريس اورتوفو، عن ''أسفه للجدل العقيم والظالم'' الذي ولد عن تصريحات أدلى بها خلال الجامعة الصيفية لحزبه، ''الاتحاد من أجل حركة شعبية''، ووصفت بالعنصرية. وقال اورتوفو أمام المسؤولين عن المجلس الفرنسي للطائفة الإسلامية في فرنسا، الذين شاركهم في تناول الإفطار، حسب ما تناقلته فرانس 24 ''أنا متأثر لأن أشخاصا جرحوا في مشاعرهم وقناعاتهم بسبب جدل إعلامي وتفسير خاطئ تماما''. وأضاف ''أريد أن أعرب عن أسفي، بعد الجدل العقيم والظالم، وعن احترامي لكل الفرنسيين مهما كان دينهم وقناعاتهم''. وأكد عميد مسجد باريس الكبير، دليل بوبكر، ''دعمه الشخصي التام لبريس اورتوفو'' مشيدا بنزاهته ومعتبرا أن التعامل معه كان إيجابيا بالنسبة للمسلمين في منطقة أوفيرنيه (وسط) التي هو مندوب عنها. وفي الشريط الذي صور في 5 سبتمبر خلال الاجتماع الصيفي ل''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' في سينيوس، جنوب غرب فرنسا، والذي تم بثه على الانترنت، تقديم امرأة للوزير شابا من أصل مغربي وتقول هامسة ''هذا منتسبنا العربي الشاب''، ليجيب الوزير قائلا ''يلزمنا دائما واحد، عندما يكون هناك واحد، تستوي الأمور، عندما يكونون كثرا تحدث المشكلات''. وأقدم بريس ارتوفو على معاقبة المحافظ بول جيرو، الذي اتهمه بالإدلاء بتصريحات عنصرية، بإحالته إلى التقاعد المبكر. فيما طالبت زعيمة ''الحزب الاشتراكي''، مارتين اوبري، وزير الداخلية تطبيق ''القاعدة نفسها'' على نفسه بتقديم استقالته. كما طالبت عضو مجلس الشيوخ عن حزب ''الخضر'' أليما بومدين-تييري ''بإخراج ارتوفوفورا من الحكومة''. لكن الحزب اليميني الحاكم انبرى للدفاع عن الوزير، الذي يعتبر من أقرب المقربين من الرئيس نيكولا ساركوزي.