كان مرسلي، مثلما يعترف، يرفض الهزيمة، كثير التعلق بالانتصارات التي تفتح له آفاق المشاركة مع المنتخبات الوطنية للاشبال والأواسط، ولا يحتمل ابدا الخسارة حتى أنه يقابل ذلك بالبكاء.. * وحدث مرة، يقول، أن رفض المدرب الوطني لمنتخب الاشبال اختياره ضمن المنتخب المشارك بدورة ساقية سيدي يوسف بتونس (1986)، وذلك بسبب فشله في الحصول على مركز مؤهل للدورة خلال البطولة الوطنية المدرسية التي أقيمت بمدينة بسكرة. * وأوعز مرسلي سبب الفشل إلى إصابته بإسهال حاد تعرض له فجأة، فكان نتيجته أن حل في المركز السابع بينما اختار المدرب العدائين اصحاب المراكز الستة الأوائل. * ويضيف أنه تأثر مرتين.. للنتيجة إلى حد البكاء، وأيضا لعدم المشاركة مع المنتخب الوطني بدورة ساقية سيدي يوسف مع الستة الأوائل. * وفيما يشبه "الانتقام" من نفسه، لجأ مرسلي إلى اعتماد برنامج تدريبي قاس من خلال إجراء ثلاث تدريبات شاقة وقاسية جدا يوميا، وذلك بهدف التأهل إلى البطولة الوطنية للعدو الريفي (أشبال) التي أقيمت بذراع بن خدة (ولاية تيزي وزو) في فيفري 1986. * ورغم التدريبات الشاقة والتضحيات الكبيرة، إلا أن "حلم" المشاركة في هذه البطولة (ذراع بن خدة) كاد ألا يتحقق، وكاد يتوقف عن المشاركة لولا عزيمته الفولاذية. فماذا حدث؟ * يجيب مرسلي: "وصلنا ثانوية المدينة على الثالثة صباحا وأمرنا بالتوجه للنوم مباشرة رغم أننا كنا نتضور جوعا لعدم تناولنا وجبة العشاء، ومع ذلك وفي الصباح جريت بسباق 6 كلم وفزت به رغم الجو الماطر والإصابة التي تعرضت لها بعد أصطدام احد المشاركين بي بشكل أدمى قدمي واضطررت للتوجه مباشرة إلى المركز الصحي للمدينة حيث تم تخييط قدمي بثلاث غرز". * ويتابع: "بعد العودة إلى تنس عانيت الأمرين بسبب مضاعفات الإصابة فاضطررت للتوقف عن التدريبات التي كنت أجريها تحسبا للبطولة الوطنية بتيزي وزو (سبق ذكرها)، وبعد أيام اضطررت للتنقل إلى مدينة الشلف للعلاج، ولم يتسن لي ذلك إلا بعد تدخل مدير الشباب والرياضة آنذاك محمد حموني". * واستنادا إلى الأرشيف، فقد جاء السباق سهلا لبطلنا الشاب ولم يقلقه أحد من المتنافسين على حد تعبيره. * وأضاف: "السباق كان صعبا بسبب صعوبة المسلك، لكن لا أحد من المتنافسين أقلقني. أنا سعيد جدا بهذا الفوز الذي أهديه لزملائي وعائلتي ومدربي" على حد قوله. * وفي سياق العراقيل التي واجهت البطل الجزائري صغيرا، يذكر مرسلي ما حدث له في مدينة باتنة في العام 1985 عندما توجه إليها للمشاركة بالبطولة الوطنية للأشبال. * يقول: "توجهنا في إحدى المرات إلى مدينة باتنة للمشاركة في البطولة الوطنية للأشبال، وكان عمري وقتها 15 سنة، وحدث أن دخلنا المدينة ليلا، ولسوء حظنا لم نجد ما نسد به جوعنا، والأسوأ من ذلك أننا قضينا تلك الليلة الباردة جدا داخل الحافلة التي كانت بلا نوافذ ما عرضنا لبرد شديد وأذهب عنا النوم". * ويضيف: "استمرت معاناتنا في الصباح فحرمنا من وجبة الفطور، ومع ذلك شاركت وفزت بسباق 6 كيلومترات، وقد كان الإنجاز رائعا وكبيرا رغم قلة الإمكانات والمعوقات الكثيرة لكنها كانت حافزا لي للعمل والصبر أكثر".