اهتزت يوم الثلاثاء بلدية حمام الضلعة، على وقع حركة احتجاجية عارمة، قام على اثرها المحتجون الذين قدموا من منطقة الذريعات على بعد يفوق 20 كلم، بغلق كل الطرق والمنافذ المؤدية إلى عاصمة ولاية المسيلة، وإلى مصنع الإسمنت. * ناهيك عن الطريق المتجه نحو الجزائر العاصمة، وذلك بإستعمال العجلات المطاطية التي اشعلت فيها النار إضافة إلى المتاريس، والحجارة التي وضعت بمختلف الممرات وساهمت في شل حركة مرور الشاحنات، ومختلف العربات، حيث أدى الأمر إلى تشكل طوابير طويلة، خاصة أصحاب الشاحنات من وإلى مصنع الإسمنت،المحتجون أكدوا "للشروق اليومي" التي تنقلت إلى عين المكان بأن اختيارهم للمكان الذي يمثل مفترق طرق رئيسي، جاء بعد قيامهم أول أمس بحركة مماثلة على مستوى منطقتهم، لكن مرت دون أن يسمع بها أحد على حد تعبيرهم، وعن الأسباب التي تقف وراء ذلك أشار ممثلو العشرات من المواطنين الذين قدر عددهم بأكثر من 700 شخص من مختلف الأعمار، أن الأمر يخص الحالة الإجتماعية القاهرة التي تعيشها منطقة الدريعات، التي يقطنها أزيد من 6000 نسمة، وعلى رأسها الطريق الرابط الدريعات بولاية البرج، حيث أن الوعود التي قدمت لهم منذ مدة لم تجد طريقها إلى التنفيذ على حد تعبيرهم، وهو الطريق الذي يقول عنه هؤلاء بأنه سوف يخلصهم من العزلة ويفتح أمامهم آفاقا واسعة، وفي نفس السياق تحصلت "الشروق اليومي" من ممثلي المحتجين على رسالة يفترض أنها موجهة إلى والي الولاية تضمنت الإشارة إلى الطريق المشار إليه سلفا، مطالبين بأهمية تصنيفه كطريق ولائي بناء على القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 23/12/2007، مؤكدين في بيانهم بأنهم تلقوا وعودا من قبل مسؤولي الدائرة، تؤكد انطلاق أشغال الطريق في 16/05/2008، لكن هذا لم يحدث لحد اليوم، مطالبين في آن واحد بضرورة النظر إلى المنطقة وتنميتها خاصة فيما يتعلق بالشغل فهناك ما لا يقل عن 200 شاب جامعي بطال، وهنا شددوا على التهميش الحاصل على مستوى مصنع الإسمنت، حيث قالوا بأنهم لم يجنوا منه سوى الغبار، كون أن نسبة تشغيل أبناء المنطقة ضعيفة، وتساءل هؤلاء عن الكفاءة المطلوبة في الطباخ والذي يغسل الأواني وغيرهما، من جهة أخرى أشاروا إلى المركز الصحي الذي تنحصر خدماته في إعطاء الحقن، بينما تعاني النساء الحوامل من التنقل إلى حمام الضلعة على مسافة 18 كلم، وهنا أشاروا إلى أن إمرأة ماتت لنفس السبب، كما أوضح أحدهم أن بعض المرضى نقلوا بواسطة الجرارات، أما فيما يخص النقل المدرسي فإن المعاناة تبدو كبيرة بالنسبة لما يقارب 250 تلميذ يتنقلون يوميا إلى مقر البلدية، بحافلة واحدة سعتها لا تتجاوز 40 مقعدا، وهنا شدد المحتجون على أهمية فتح نصف داخلي لهم، وللتذكير هنا أن المحتجين رفضوا الحديث مع البلدية والدائرة وطالبوا بحضور والي الولاية، قصد رفع انشغالاتهم بشكل مباشر، وقد علمنا أن آخر التطورات شهدت تدخل قوات مكافحة الشغب بهدف فتح الطرقات وإزالة المتاريس.