يلتقي فاروق قسنطيني هذا الأسبوع بممثلين عن السجناء الجزائريين الذين تم الإفراج عنهم مؤخرا من السجون الليبية، لدراسة سبل مساعدتهم وتمكينهم من الاندماج من جديد في الحياة الاجتماعية، خصوصا بالنسبة لأرباب الأسر، الذين وجدوا أنفسهم دون عمل ولا مصدر عيش بعد سنوات قضوها في السجن. * ويطمح السجناء المفرج عنهم للاتصال بعدد من الجهات المسؤولة، حسب تأكيد ممثلهم عبد القادر قاسمي، وتأتي في مقدمتها رئاسة الجمهورية، من أجل تبليغ انشغالاتهم والمطالبة بإعانات مادية، تساعدهم على ضمان قوتهم اليومي، والاندماج مجددا في الحياة اليومية وسط ذويهم وأهاليهم. * وستشكل اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان التي يرأسهم المحامي فاروق قسنطيني أول محطة بالنسبة لهؤلاء، لأنها ستكون بمثابة الواسطة التي ستعمل على إيصال انشغالاتهم ومطالبهم، كما يستعدون للاتصال بوزارة الشبيبة والرياضة وكذا وزارة التضامن. * ويمر معظم المساجين الجزائريين المفرج عنهم مؤخرا بأزمة نفسية حادة، بسبب عدم تخلصهم بعد من الإحساس بأنهم مجرمون، بالنظر إلى السنوات العديدة التي قضوها رهن الحبس دون محاكمتهم، وكذا الصعوبات التي واجهوها حينما حاولوا الرجوع إلى حياتهم العادية، خصوصا بالنسبة للذين قضوا فترة طويلة في السجن، وهو ما صعب على ممثلي عائلات المساجين إقناعهم بضرورة القدوم إلى العاصمة لإيصال معاناتهم إلى الجهات المسؤولة، بالنظر إلى عدم تمكنهم من تجاوز الأزمة النفسية التي يعيشونها. * ويضاف إلى هؤلاء السجناء ذوي الأصول الترقية، الذين لديهم عادات وتقاليد خاصة، يفضلون الالتزام بها، لذلك فهم يرفضون القدوم إلى العاصمة، مكتفين بالاحتفال بنشوة الحرية بين ذويهم، وهم لا يطمحون للمطالبة بأي مساعدات مهما كانت. * ومن بين ما يطالب به السجناء المفرج عنهم، تمكينهم من الحصول على مشاريع في إطار الوكالة الوطنية لتدعم وتشغيل الشباب، قصد فتح مشاريع مصغرة تساعدهم على ضمان قوتهم اليومي خصوصا وأن معظمهم فقد مصدر رزقه بفعل سنوات السجن. * كما يحضر ممثلو السجناء للاتصال بوسائل الإعلام، خصوصا تلك التي آزرتهم في محنتهم، ومن المزمع أن تعقب الجولة تنشيط ندوة صحفية مشتركة، يستعرض خلالها هؤلاء معاناتهم في السجون الليبية، وكذا المطالبة بضرورة الوقوف إلى جانب 26 سجينا آخر لم يطلق سراحهم بعد، من بينهم من لم يحاكموا بعد، إضافة إلى سجناء آخرين تم القبض عليهم ما بين جوان 2008 وجوان 2009، لم يتمكن ممثلو عائلات المساجين من حصر عددهم بالضبط، على اعتبار أنهم يعتمدون على الاتصالات الهاتفية التي تصلهم من وقت إلى آخر من ليبيا، والتي تبلغهم في كل مرة بمعطيات جديدة. * * ...وعائلات المسجونين بليبيا تناشد القنصل الجزائري تعجيل تدابير الإفراج * * ناشدت خمس عائلات من النزلاء بالسجون الليبية الذين لم يتم الإفراج عنهم بعد وزارة الخارجية وكذا القنصل الجزائري بطرابلس تعجيل تدابير ترحيل أبنائهم السجناء ويتعلق الأمر بكل من أسر "بن طويلة" و"بن فردية" فضلا عن عائلتي "ودان" و"غدير" من ولاية ايليزي، حيث لازال المعتقلون محكوم عليهم بسجن "جديدة" بالعاصمة الليبية بتهمة ترويج المخدرات وتتراوح عقوبة السجناء بين حكم المؤبد والإعدام، والبعض منهم طعن في العقوبة، من جهتها اتصلت عائلتا بن طويلة وبن فردية "بالشروق" لتصفا لنا الحالة الصعبة التي تعيشها العائلتين حزنا وألما على أبنائهما، كما أنه من بين الموقوفين شيخا في 60 من العمر يعاني ظروفا صحية صعبة إضافة حلالة العوز التي تعاني منها الأسرة المذكورة المكونة من 7 أطفال كان يعيلهم ذات الشيخ بن طويلة والذي كان يعمل كمربي إبل الذي ألقي عليه القبض أثناء رحلة البحث عن إبله بالحدود الليبية الجزائرية بالدبداب لتلفق له تهمة المتاجرة بالمخدرات حسب توضيحات عائلته.