قامت السلطات الليبية السبت المنصرم بترحيل 29 سجينا جزائريا ممن كانوا يقيمون بسجن طويشة إلى المركز الحدودي بالدبداب، وذلك من مجموع 53 جزائريا تم اعتقالهم قبل أكثر من شهر بتهمة الإقامة غير الشرعية في التراب الليبي، الذي قصدوه بغرض العمل والتجارة. وتلقى السجناء ال 29 قرارات الترحيل بشكل مرحلي، حيث تم نقل المساجين إلى مركز الدبداب على دفعات، وكانت آخر دفعة قد وصلت إلى المركز الحدودي الدبداب مساء يوم السبت، ويتعلق الأمر بسجينين، الأول ينحدر من ولاية ورڤلة والثاني من ولاية غليزان، وكانت "الشروق" قد تناولت القضية قبل أسبوع، محذرة من تدهور الوضعية الصحية للمساجين الجزائريين، بسبب احتكاكهم بمساجين آخرين من جنسيات مختلفة. ويروي السجين السابق "إبراهيم نيشان" في اتصال مع "الشروق" معاناته المريرة في سجن طويشة، مؤكدا بأن الجزائريين تم اعتقالهم على مستوى الحواجز الأمنية، وتم اقتيادهم إلى مراكز الشرطة، حيث تم تجريدهم من الوثائق والهواتف النقالة التي كانوا يحملونها، ليتم فيما بعد الزج بهم إلى سجن طويشة، وهناك وجدوا أنفسهم يقيمون إلى جانب مساجين من جنسيات إفريقية مختلفة، إلى جانب مغاربة وتونسيين. وقد كانت الأيام التي قضوها في السجن حسب شهادة السجين السابق "إبراهيم نيشان" بمثابة كابوس يومي، عاشوا تفاصيله بألم وحرقة شديدين، بسبب سوء المعاملة وتدني الخدمات خصوصا ما تعلق بالإطعام الذي كان عبارة عن فاصولياء جافة في أحسن الأحوال، وعادة ما كان يتم اختصار الوجبة الواحدة في مجرد خبزة. ويؤكد المصدر ذاته بأن الروائح الكريهة كانت تنبعث من كافة قاعات السجن، بسبب إقدام الحراس على غلق دورات المياه، ووضع سلة القمامات داخل تلك القاعات، وكان السجناء يدفعون مقابل الحصول على قطعة صابون لتنظيف أجسادهم، أو للحصول على المياه الصالحة للشرب، التي كان يصل سعرها إلى 170 دج بالنسبة للقارورة التي تسع لسبع لترات، وكان يشرف على عمليات البيع الحراس، علما أن هذه المواد يتم توفيرها خصيصا للمساجين دون مقابل، غير أن بعض الحراس كانوا يتعمدون بيعها لكافة السجناء الأجانب. وكان السب والشتم اللغة المفضلة التي يستخدمها الحراس تجاه السجناء الجزائريين، الذين بذلوا كل ما في وسعهم لعدم الاحتكاك بالسجناء الأفارقة، وهو ما جنبهم الإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الكبدي والسيدا والملاريا. علما أن 35 جزائريا تم اعتقالهم منذ أزيد من شهر في ليبيا وتم الزج بهم بسجن طويشة بتهمة الإقامة غير شرعية، ليتم إطلاق سراحهم على فترات، مباشرة بعد أن تناولت "الشروق" قضيتهم.