نشأت أنامل علاّل زواوي على صقل الخشب ومداعبته وترويض أشكاله حسب ما ينشأ بمخيلته لا ما تفرضه الطبيعة، وتعلّق أكثر بتقليد صنع ما يراه جميلا أمامه، ولا يختلف الأمر إن كان مدمرا أو مسالما، إلى درجة أنه أحب إلى الجنون تجسيد شتى أنواع الأسلحة وصار بارعا في صناعتها "من الخشب". * * بدأت محاولات علاّل الأولى في محبته لمادة الخشب تأثرا بعمل والده النجار الذي كان يقوم على تجسيد بعض الأشكال البسيطة له في طفولته، إلا أن الهواية لم تبرح مكانها وصقلها الشاب في دراسته للنجارة المعمارية، النقش على الخشب بمركز التكوين المهني بسعيدة وحصل على شهادات في الميدان سهلت له التعرف على نقاط ضعف الخشب لينساب أشكالا جمالية رائعة بين يديه. * والغريب أن علاّل لم يضع حدا لتقليد الأدوات في صنعته هذه، فمن الأواني المنزلية إلى الآلات الموسيقية فالأسلحة الحربية، صار مشوار الشاب منوّعا ومميزا إلى درجة أن شركات أجنبية طلبت التعامل معه ليحوّل هذه الهياكل الخشبية إلى مخططات للأسلحة حقيقية، وهناك -حسبه - شركة أسلحة فرنسية طلبت التعاون معه في المجال بأن يصمّم مخططاتها الأولى في أعماله الخشبية نظرا لدقة الصنع الذي يقوم به. * وفي غياب ورشة لصنعة يبدع فيها الشاب أكثر ويقدم أفضل الأعمال في فضاء أوسع، يبقى علاّل يمارس الصنعة كهواية تحتضنها غرفة في منزل العائلة، تفرغ له مساحة أكبر إذا ما كان على وشك انجاز تحفة تحت الطلب. وأراد الشاب أن يستثمر الموهبة في توفير لقمة العيش وتطويرها أكثر مما هي عليه، فأودع ملفا خاصا بالقروض المصغرة لتطوير موهبته أكثر، إلا أن الإجراءات الإدارية على مستوى أحد البنوك وقفت حاجزا دون تأطير الحلم في خانة الحقيقة وطال انتظاره للموافقة على منح القرض منذ ثلاث سنوات، ليبقى نشاطه منحصرا في القطع الفردية التي يصنعها تحت الطلب ويحرز منها دخلا لا يغطي حتى تكاليف إنجازها فضلا عن الجهد المستلزم لصنعها. * ورغم كل الصعاب لا يجد علاّل مللا في أن يتألق بصنع الأسلحة وكل ما يمكن تجسيمه، ويرفه عن عالم العراقيل بما تجود به أنامله من إبداع متواصل، في انتظار أن تلتفت إليه الهيئات المحلية بعد أن ثمّنت الجهات الخارجية إبداعه في المطالبة بالتعاون معه.