تمكنت مصالح الأمن بولاية عين تموشنت من إحباط عملية هامة لتهريب متفجرات ومواد كيماوية كانت موجهة على متن قارب صيد بحري من ميناء بوزجار بعين تموشنت نحو ولاية بومرداس، لتوجه فيما بعد باتجاه معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". * وحسب مصدر مطلع، فإن العملية التي جرت بداية هذا الأسبوع، أسفرت عن توقيف المكنى "أبو يحيى محمد"، البالغ من العمر 30 سنة، والذي تنحدر أصوله من ولاية تلمسان، وهو أحد عناصر جماعات الدعم والإسناد "للجماعة السلفية"، كما تم خلال العملية حجز كميات معتبرة من المتفجرات "تي أن تي" والمواد الكيماوية التي تدخل في صناعة القنابل، إلى جانب مجموعة من الصواعق "ديتوناتور". * وتحفظ المصدر الذي أورد الخبر ل"الشروق" عن الكشف عن الكمية المحجوزة من المتفجرات والمواد الكيماوية والصواعق، مكتفيا بالقول أنها معتبرة، ومشيرا إلى أنها كانت على متن قارب صيد من الحجم المتوسط، قبل أن يضيف بالقول إن القارب كان على متنه المدعو "أبو يحيى محمد"، قبل أن يتم توقيفه في حالة تلبس، قبيل انطلاق عملية الإبحار من ميناء بوزجار بعين تموشنت نحو ميناء زموري ببومرداس. * ولفت مصدرنا إلى أن هذه العملية النوعية جاءت بعد عملية مراقبة وترصد لتحركات "أبو يحيى محمد"، انتهت بتوقيفه في حالة تلبس، بعد ما أفضت التحقيقات المجراة بهذا الشأن إلى اكتشاف لجوء الجماعة السلفية إلى تغيير أساليب محاولات تهريب الأسلحة والمتفجرات والمواد الكيماوية الموجهة من الأراضي المغربية نحو معاقل الجماعة السلفية في تيزي وزو وبومرداس، من خلال اعتماد "خطوط تهريب بحرية"، بدلا من الخطوط البرية، بعد التضييق الأمني والحصار الناجح المفروض منذ أكثر من سنة على كافة شبكات الدعم والإسناد التابعة "للجماعة السلفية". * وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها كون معظم عمليات التهريب السابقة التي تمكنت مصالح الأمن من إحباطها جرت في مسالك برية، سواء عبر خطوط التهريب الصحراوية، أو تلك الرابطة بين السلاسل الجبلية والغابية الممتدة على مناطق واسعة من الوطن. وتشير العملية الأخيرة إلى أن تنظيم "الجماعة السلفية" يلجأ دائما إلى تنويع أساليبه وتحيين خططه في النشاط الإرهابي، كلما جرى التضييق على أنشطة عناصره أو تم اكتشاف تكتيكاته واستراتيجياته.