صورة من الارشيف عثر أفراد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت على 8 عبوات حديدية من صنع اسباني لفظتها أمواج البحر، وتتمثل تركيبتها في مسحوق أبيض يتمثل في مادة الكبريت وأسمدة فلاحية ومبيدات حشرات معبأة في عبوة حديدية موصولة بفتيل قابل للاشتعال ولاينطفئ في عرض مياه البحر، وهو متداول لدى بارونات صيد السمك في اسبانيا، باهظ الثمن. * ويجري التحقيق حاليا حول مصدره ووجهته، حيث لا تستبعد التحقيقات استغلاله من طرف الجماعات الإرهابية لتنفيذ اعتداءات إجرامية في ظل منع تسويق الأسمدة الفلاحية والكيماوية وتضييق الخناق على تهريب الألغام المضادة للأفراد، خاصة بالحدود. * وقال المقدم رضا عيداوي، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت أثناء عرض القضية أول أمس، أن أفراد الدرك الذين كانوا في دورية روتينية بشاطئ تارقة عندما عثروا على عبوات حديدية الصنع ذات حجم صغير مغلفة، حيث تضم فتيلا في الأعلى وعند فتحها في الجزء السفلي، يوجد مسحوق أبيض، أثبتت التحاليل أنها عبارة عن خليط من مادة الكبريت التي تضم مادة "الموستارد"، وهي مادة تدخل في تركيبة صناعة المتفجرات، مبيدات الحشرات والأسمدة الفلاحية. * وتحفظ المقدم عيداوي عن تقديم تفاصيل في انتظار انتهاء التحقيق الذي لايزال جاريا بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري لولاية عين تموشنت، واكتفى أن تركيبة العبوة "يمكن استخدامها في نشاطات إجرامية". * وتتزامن هذه القضية مع سرقة دلاء من مبيدات الحشرات تتجاوز سعتها 400 لتر بشعبة الهامل بعين تموشنت من أحد محلات بيع الأسمدة الفلاحية والكيماوية التي تم السطو عليها في ظروف غامضة، ولايزال التحقيق جاريا لتحديد الملابسات. * وتأتي هذه القضية بعد أسابيع فقط من حجز 67 لغما مضادا للأفراد من طرف درك عين تموشنت كانت موجهة للتهريب من الحدود باتجاه الوسط، وبعدها كانت المجموعة الولائية للدرك لولاية تلمسان قد أحبطت بدورها محاولة تهريب 183 لغم مضاد للأفراد وتفكيك شبكة تنشط على محور الحدود، تلمسان، النعامة، مختصة في المتاجرة بالمواد المتفجرة، كما كانت المجموعة الولائية للدرك لولاية تبسة شرق البلاد قد عالجت قضية مماثلة نهاية أكتوبر الماضي، ما يعكس تفاقم الظاهرة التي تتزامن مع منع تسويق الأسمدة الفلاحية والكيماوية بعد أن أثبتت التحقيقات الأمنية في الاعتداءات باستخدام السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية استعمال الأسمدة في صنع المواد المتفجرة. * الى ذلك، فرض هذا الوضع على التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" اللجوء الى مصادر تمويل أخرى بديلة بالمواد المتفجرة في ظل اعتماده على العمليات باستخدام المتفجرات قد يكون أهمها الألغام المضادة للأفراد التي يتم تهريبها من الشريط الحدودي الغربي خاصة، لكن العثور على هذه العبوات يثير تساؤلات حول مصدرها ووجهتها... قضية للمتابعة.