عبدالمالك دروكدال أمير الجماعة السلفية أوقفت مصالح الأمن بداية الأسبوع الجاري، 14 شخصا منهم صيادين ووسطاء وناقلين ينحدرون من ولايات بومرداس، مستغانم، وهران وعين تموشنت بغرب البلاد، على خلفية التحقيق في المتاجرة بالمواد المتفجرة من نوع "تي أن تي" التي يتم تهريبها من مدينة مغنية الحدودية بعد جلبها من المغرب ونقلها بحرا عبر الولايات الساحلية غرب البلاد وتحويلها الى معاقل التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية". * أفادت مصادر على صلة بالتحقيق ل"الشروق"، أن مصالح الأمن تحركت بناء على معلومات متوفرة حول تحركات مشبوهة لبعض الصيادين الذين يتنقلون من زموري شرق ولاية بومرداس لممارسة نشاطهم على مستوى ميناء بوزجار بولاية عين تموشنت على خلفية تحقيقات سابقة في اعتداءات إرهابية بالمنطقة باستعمال قنابل تقليدية كشفت عن وجود بعض مكونات المواد المتفجرة في بعض هذه القوارب، ورجحت التحريات الأولية أن يكون هؤلاء يتنقلون لنقل مواد متفجرة لتمويل ورشات صناعة المتفجرات، خاصة القنابل التقليدية والأحزمة الناسفة التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" الذي أصبح يعتمد هذا النوع من الإعتداءات لسهولة تنفيذها في ظل قلة عدد الأفراد والعجز عن المواجهة المباشرة. * وتشير المعطيات الأولية المتوفرة، أن المواد المتفجرة كانت تهرب من الحدود المغربية باتجاه مدينتي مغنية والغزوات بولاية تلمسان ومنها الى ميناء بوزجار بولاية عين تموشنت، ثم ميناء مستغانم، حيث تتوقف قوارب الصيد دون إجراءات معقدة، ويمكنها التنقل الى ميناء زموري شرق بومرداس بصفة عادية ودون "حواجز أمنية" أو رقابة وهو ما يكون قد استغلته الجماعات الإرهابية لتهريب المواد المتفجرة بحرا بتجنيد الصيادين للإفلات من الرقابة الأمنية، خاصة في ظل تشديد التفتيش على مستوى الطرقات بعد دعم نقاط المراقبة والتفتيش بأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة إضافة الى فرض الرقابة على تسويق الأسمدة الفلاحية والمواد الكيماوية. * ورجحت التحقيقات التي تم التكتم عليها وتقودها مصالح الأمن المتخصصة، أن تكون المواد المتفجرة من الألغام المضادة للأفراد التي تتكون من مادة "تي آن تي" شديدة المفعول استنادا الى القضايا المعالجة في إطار تهريب الألغام المضادة للأفراد، حيث تم إحباط أكثر من 8 عمليات تهريب من طرف مصالح الدرك بولايتي تلمسان وعين تموشنت غرب البلاد، أسفرت عن حجز أكثر من 50 كغ من مادة "تي آن تي"، واستبعدت التحقيقات في هذه العمليات ان تكون موجهة للصيد، وقالت مصادرنا، أن من بين الموقوفين وسطاء ومكلفين بالنقل تتراوح أعمارهم بين 26 و 42 عاما. * وكانت الموانىء المشبوهة قد خضعت لعملية "تمشيط"، وسبق لأجهزة الأمن أن أصدرت تعليمة لمختلف المصالح، خاصة بالولايات الساحلية لتشديد الرقابة على البحر، وسبق ل"الشروق" أن نشرت مضمونها تحسبا لاتجاه التنظيم الإرهابي للنشاط بحرا، خاصة التنقل ونقل الأسلحة والمواد المتفجرة في ظل التضييق على تحركات أتباعه. *